استبعد وزير الري السوداني ياسر عباس، نشوب حرب مع اثيوبيا بشأن سد النهضة، وأكد وجود بدائل سياسية وقانونية أمام كل من مصر والسودان لمواجهة الموقف.
وقال عباس في تغريدات على تويتر: “عدم التوصل لاتفاق يمهد الى رفع دعوى الي مجلس الأمن باعتبار أن سد النهضة يشكل خطر حقيقي على السلم والامن الاقليمي”.
وأوضح أن السودان تعامل من البداية بفلسفة مع سد النهضة وهي أن يكون أداة تعاون وليس للخلاف.
مقاضاة اثيوبيا وشركة إيطالية
وعن البدائل المتاحة أمام السودان ومصر في التعامل مع الملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق قانوني، أوضح أنه سيكون هناك اتفاق مع مكاتب محاماة عالمية لتقديم دعاوي قضائية ضد الشركة الايطالية المنفذة وضد الحكومة الاثيوبية.
وقال عباس أن سبب التقاضي سيكون أنه، “لم يتم دراسة الاثار البيئية والاثار الاجتماعية والمخاطر لسد النهضة”.
وهناك بدائل أخرى متمثلة في اللجوء لمحكمة العدل الدولية ومحكمة حقوق الانسان، ومحكمة الكوميسا.
وفي الجانب الدبلوماسي والسياسي، أشار إلى العمل على حشد الرأي العام العالمي والإقليمي لضرورة مواصلة التفاوض الجاد للتوصل لاتفاق قانونى ملزم.
القمة الثلاثية
وأبدى وزير الري السوداني استغرابه من موقف اثيوبيا بشأن تبادل المعلومات مع مصر والسودان من غير توقيع اتفاق.
وكشف أن اثيوبيا نفسها اشترطت ذلك فى خطاب رسمى لوزير الرى الاثيوبى بتاريخ ٨ ديسمبر ٢٠٢٠.
كما أوضح أيضا أن اثيوبيا اعترضت على دعوة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، لعقد قمة ثلاثية للرؤساء الثلاث، كما رفضت الوساطة الرباعية بقيادة الاتحاد الافريقى.
التوصل لاتفاق لاينتقص من سيادة او حقوق اثيوبيا بل بالعكس يوفر لاثيوبيا حقوقها كاملة ويحمي مصالح السودان.
حقيقة المبادرة الإماراتية
وتحدث الوزير أيضا عن المبادرة الإماراتية لحل أزمة سد لنهضة، قائلا إنها “مبادرة غير رسمية لتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة”.
وأوضح إنها عبارة عن صيغ استثمارية، وفق القوانين السودانية في أراضي الفشقة.
وتتضمن وجود استثمارات من الإمارات والبنك الدولي والاتحاد الأوربي بحيث يساهم سد النهضة في توليد الكهرباء من اثيوببا، ويساهم السودان بالاستثمارات الزراعية لتوفير الغذاء لاثيوبيا.
وأضاف أن السودان أبدى وجهة نظره في المبادرة الإمارتية بأنه يمكن توسيعها بتحويل سد النهضة من بؤرة توتر ونزاع الى بؤرة تعاون اقتصادي اقليمي.
وشدد الوزير على أن السودان بعد الثورة دولة بها قدر عالي من الشفافية والديمقراطية والبوصلة الوحيدة هي المصلحة الوطنية للسودان.
فشل الاتحاد الأفريقي
وحول فشل وساطة الاتحاد الأفريقي في المفاوضات، قال ياسر عباس إن العام الماضي كان هنالك 90% من المسائل متوافق عليها، وبعد 8 شهور من التفاوض اصبح الخلاف في كل الاتفاقية من جديد.
وانتقد دور الاتحاد الأفريقي وقال إنه لم يلعب دوره القيادي بل كانوا مراقبين فقط.
وتابع “نحن نرى انه لم تكن هناك منهجية جادة للوصول لاتفاق. وقد ضاعت ٩ أشهر فى مفاوضات عبثية ولن نقبل بضياع المزيد من الوقت”.