كيف دمرت إسرائيل مفاعل نووي إيراني بسلاح إلكتروني على غرار مفاعل العراق؟
الهجوم الإسرائيلي دمر محطة الطاقة في مفاعل نطنز بعد يوم واحد من زيارة الرئيس روحاني
اعترفت إيران بنجاح الهجوم الإسرائيلي على مفاعل نطنز النووي، وتدمير أجزاء هامة من المنشأة النووية الأكبر في إيران، عن طريق هجوم إلكتروني تسبب في تدمير كبير وإصابة مسؤول مسؤول نووي.
وجاء الهجوم بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى المفاعل يوم السبت، وافتتاح خطوط جديدة لتخصيب اليورانيوم وأجهزة طرد مركزي متطورة.
ويشبه الهجوم ما قامت به إسرائيل لتدمير مفاعل أوزيراك نووي عراقي عام 1981، باستخدام طائرات مقاتلة وقنابل متطورة، لكن هذه المرة جاء الهجوم على إيران باستخدام أسلحة تكنولوجية وهجوم سيبراني ببرمجيات عسكرية.
وأكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، وقوع الهجوم على المفاعل النووي واتهم إسرائيل بالوقوف وراءه وتوعد بالانتقام.
وأضاف: “لكننا لن نسمح بذلك وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم”.
وذكرت طهران في وقت سابق أن المنشأة تعرضت “للإرهاب النووي”، في إشارة إلى حادث وقع الأحد، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان” عن مصادر استخباراتية أن “الموساد” نفذ هجوما إلكترونيا تسبب بضرب المفاعل.
تدمير كامل
قال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إن الهجوم أدى انقطاع للكهرباء بالكامل عن مفاعل نطنز النووي.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤولي المخابرات التي لم تكشف عن هويتهم، إنهم اطلعوا على الأضرار التي أصابت المفاعل والتي نجمت عن انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل والمفترض انه محمي بشدة، والذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.
وهو ما يعني توقف أجهزة الطرد المركزي عن العمل، حتى تلك الجديدة التي اتتحها الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت، بعد زيارته للمفاعل.
تحديد هوية المنفذ
وفي وقت لاحق الأحد، قال مصدر مطلع في وزارة الأمن الإيرانية إنه تم التعرف على منفذ حادثة نطنز، ويجري العمل على اعتقاله، لكن لم يكن هناك تفاصيل حول جنسيته أو طبيعة المشاركة في الهجوم.
وأكد المصدر المطلع لوكالة “نورنيوز” الإيرانية، أن فريق التحقيق في منشأة نطنز توصل إلى الطريقة التي تم بها إيجاد الخلل في قسم توزيع الكهرباء بالمفاعل.
وأضاف: “تم التعرف على هوية الشخص الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن إحدى قاعات مفاعل نطنز للتخصيب واتخذنا الإجراءات اللازمة لاعتقاله”.
وقال المصدر إنه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات اللازمة لإعادة المنشأة المتضررة إلى دائرة العمل من جديد.
إصابة مسؤول نووي كبير
وأكدت وسائل إعلام إيرانية إصابة المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، جراء تعرضه لحادث سقوط من مرتفع بعلو 7 أمتار، خلال زيارته التفقدية لموقع “الشهيد أحمدي روشن” لتخصيب اليورانيوم في نطنز”.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان مرتبطا بالحادث الذي تعرضت له المنشأة.
وذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية أن “الحادثة أدت إلى إصابته بكسور في رأسه وقدمه، وتمّ على الفور نقله إلى أحد مستشفيات مدينة كاشان، حيث خضع للعلاج”.
وأوضحت الوكالة أن “ارتداء بهروز كمالوندي خوذة الرأس حال دون حدوث إصابة بالغة في الرأس، مؤكدة أن حالته الصحية مستقرة وينبغي له البقاء في المشفى لمدة يومين”.
وكان كمالوندي قد أعلن، إثر حادث الأحد، أن “جزءا من شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز تعرض لحادث فجر الأحد”، مؤكدا “عدم وقوع إصابات بشريّة أو تلوّث إشعاعي نتيجة للحادث”. وأشار إلى أن “التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب المؤدّية إلى الحادث، وسيتمّ الإعلان عنها في وقت لاحق”.
هجمات متكررة
وسبق أن تعرضت “نطنز” لهجمات سابقة، في عام 2010، تم إدخال برنامج فيروس خبيث معقد يحمل الاسم المشفر “ستو إكس نت” سراً، إلى أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزي الإيرانية لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز.
وكانت النتيجة إحداث فوضى والتسبب في خروج أجهزة الطرد المركزي عن نطاق السيطرة وإعادة برنامج التخصيب إلى الوراء لسنوات.
وتعرضت المنشأة غامض العام الماضي، في موجة انفجارات وحرائق وأعطال طالت العديد من المنشآت الإيرانية.
كما نفذت إسرائيل عمليات اغتيال ضد علماء إيرانيين، كان أخرها العام الماضي بمقتل الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني “فخري زادة” في قلب العاصمة طهران.
وبين عامي 2010 و 2012 ، اغتيل أربعة علماء نوويين إيرانيين بارزين داخل إيران، بعضهم بواسطة سيارات مفخخة. ومرة أخرى، لم تؤكد إسرائيل أو تنفي ضلوعها في ذلك.
وتصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وتجلى بهجمات متبادلة “غير معلنة” على سفن في مياه المنطقة، بالتزامن مع جلوس الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران.