تسريب ترامب يُحدث هزة بواشنطن.. موجة انتقادات للرئيس بعضها يصف فعله بالجريمة التي يعاقب عليها القانون
أحدث تسريب صوتي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزة داخل المؤسسات الأمريكية، وذلك بعد قيام صحيفة واشنطن بوست، الأحد 3 يناير 2021، بنشر مكالمة صوتية لترامب وهو يقوم بالضغط على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا “لإيجاد” أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز.
هذا التسريب، الذي يعد آخر فصول ترامب وأخطرها، في محاولته لتثبيت ادعائه حول حدوث تزوير في الانتخابات الأمريكية، وقلب النتيجة لصالحه، لقي ردود فعل مستهجنة على عدة مستويات، وصل بعضها لاتهام الرئيس بانتهاك القانون.
ردود فعل على تسريب ترامب
على الفور، استغل المعسكر الديمقراطي هذا التسجيل، وأعلن عن تنديده بهذه الضغوط، التي وصفها بالمستهجنة، فقال النائب آدم شيف إن “ازدراء ترامب للديمقراطية قد كُشف”.
من جهتها، ندّدت زميلته ديبي واسرمان شولتز بهذا الفعل الذي أقدم عليه ووصفته بـ”رئيس يائس وفاسد”.
كما قال بوب باور مستشار بايدن إن التسجيل يعرض “القصة المخزية برمتها عن هجوم دونالد ترامب على الديمقراطية الأمريكية”.
أما معسكر ترامب من الجمهوريين، فقد سادتهم حالة من الاضطراب أيضاً، حيث دعا النائب آدم كينزينجر أعضاء حزبه إلى عدم السير مع الرئيس في حملته هذه، قائلاً: “لا يمكنكم فعل ذلك بضمير مرتاح”.
فيما أحجم البيت الأبيض عن التعليق. ولم يرد مكتب سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر الذي أجرى ترامب معه المكالمة بعد على طلبات للتعليق.
إلى جانب ذلك أصدر عشرة وزراء دفاع سابقين مقالاً مشتركاً حثوا فيه ترامب على الإقرار بالهزيمة، قائلين إن وقت التشكيك في النتائج قد ولى، وإن أي مسعى لإشراك القوات المسلحة الأمريكية في حل النزاع الانتخابي “سيأخذنا إلى منطقة خطيرة غير قانونية وغير دستورية”.
ضغوط ترامب على المسؤول هي انتهاك للقانون
هذا التسريب أحدث أيضاً موجة من الانتقادات الفورية من خبراء في قانون الانتخابات الذين قالوا إنها ترقى إلى حد الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
فعلى المستوى الفيدرالي، فإن أي شخص “يحرم أو يخدع أو يحاول عن قصد أو عن عمد، حرمان سكان الدولة أو الاحتيال عليهم في إجراء عملية انتخابية نزيهة وغير متحيزة” هو انتهاك للقانون.
البروفيسور أنتوني مايكل كريس، أستاذ القانون في جامعة جورجيا، قال إن ترامب ربما يكون قد انتهك القوانين الاتحادية وقانون الولاية بالتحريض على تزوير الانتخابات.
وإذا كانت بعض الشخصيات الجمهورية من ذوي الوزن الثقيل، بمن فيهم ميتش ماكونيل، قد أقرّت في نهاية المطاف بفوز جو بايدن، فإنّ الرئيس المنتهية ولايته لا يزال يتمتع بدعم ثابت من عشرات النواب.
تفاصيل تسريب ترامب
طبقاً لمقتطفات من المكالمة التي نشرتها واشنطن بوست على موقعها الإلكتروني، قال ترامب مخاطباً رافينسبرجر: “مواطنو جورجيا غاضبون.. الناس في البلاد غاضبون… ولا يوجد ما يمنع من القول، مثلما تعلم، إنك أعدت إحصاء (الأصوات)”.
كما تابع ترامب في المكالمة المسجلة: “انظر.. هذا كل ما أريد منك فعله. كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتاً.. لأننا فزنا بالولاية”. وأصر ترامب على أنه “لا يمكن بأي حال” أن يكون قد خسرها.
ترامب الذي بدىا في المكالمة أنه مقتنع بالفوز قال: “لقد فزنا بالانتخابات وليس عدلاً أن تُسلب منا هكذا، سيكون الأمر مكلفاً للغاية على عدة أوجه.. أرى أن عليك أن تقول إنك ستعيد النظر في ذلك”.
حاول ترامب بعد انتهاء المكالمة الضغط أكثر على رافينسبرجر، فقبل أن تنشر الصحيفة تقريرها عن المكالمة، قال ترامب على تويتر يوم الأحد إنه تحدث هاتفياً معه عن تزوير الانتخابات في جورجيا، مضيفاً في تغريدة على تويتر: “لم يكن راغباً أو كان عاجزاً عن الرد على أسئلة عن أمور مثل ’بطاقات اقتراع تحت الطاولة’ و’تدمير أوراق الاقتراع’ و’الناخبون من خارج الولاية’ و’أصوات الموتى’ وغير ذلك. لم تكن لديه إجابات”.
لكن رافينسبرجر رد على تويتر قائلاً “مع احترامي لك سيادة الرئيس ترامب.. ما تقوله ليس صحيحاً. الحقيقة ستظهر”.
يذكر أن ولاية جورجيا أجرت ثلاث عمليات فرز منفصلة أسفرت عن إعلانين رسميين بفوز بايدن. وأظهرت النتائج النهائية فوز بايدن بفارق 11779 صوتاً من بين خمسة ملايين بطاقة اقتراع تقريباً.