خطاب الرئيس الصيني الأخير يثير الشكوك حول مرضه
ظل الرئيس الصيني شي جين بينج يسعل دون توقف خلال خطاب له في شينجن، للترويج للتنمية المستمرة لأول منطقة اقتصادية خاصة في الصين، ما جعل منتقدي بكين ينتهزون الفرصة للسخرية من جين شي، فيما اختارت الشبكات الاجتماعية والصحف والمجلات الصينية الموالية للرئيس الصمت وعدم التعليق على الموضوع، نقلاً عما نشرته شبكة CNN الأمريكية.
شكوك حول مرض الرئيس: وفي مقال بعنوان “شي جين بينج يسعل ويسعل في فعالية بشينجن”، أفادت صحيفة Apple Daily -المعارضة بقوة للحزب الشيوعي الصيني والمؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ- بأنه خلال النصف الثاني من خطاب شي جين بينغ، الذي استغرق 50 دقيقة، “توقف عدة مرات لشرب الماء وسَعَل كثيراً”.
كما ذكرت الصحيفة أنه “كلما توقف شي عن الحديث، ينتقل البث المباشر للتلفزيون المركزي الصيني إلى الضيوف الجالسين في مواجهة الطاولة الرئيسية، لكنها مع ذلك سجلت أصوات سعال الرئيس وشربه الماء”.
من جانبها، أخذت صحيفة The Epoch Times، المرتبطة بجماعة “فالون غونغ” الدينية التي تعاني الاضطهاد منذ فترة طويلة في الصين، وهي واحدة من أكبر منتقدي الحكومة في الخارج، التكهنات لأبعد من ذلك بفيديو عنوانه “شي جين بينغ في شينغن: هل هو مصاب؟”. بدورها، لفتت بعض المنافذ التايوانية إلى “سعال الرئيس العنيف”.
لكن بالطبع، هناك الكثير من الأسباب التي قد تجعل الرئيس يسعل ولا علاقة لها بالمرض: ربما كان حلقه جافاً؛ فقد تحدث لمدة ساعة تقريباً، إلى جانب أنَّ الصين تحب الإفراط في تكييف المباني العامة مثل المبنى الذي كان يتحدث فيه الرئيس.
جدير بالذكر أيضاً أنَّ الصين أبلغت عن أقل من 100 حالة إصابة يومية جديدة بفيروس كورونا المستجد على مستوى الدولة في الأسبوع الماضي؛ مما يجعل فرص إصابة شي بالجائحة -التي دفعت العالم إلى مرحلة جمود- مستبعدة للغاية.
الرئيس يتوارى عن الأضواء: بالرغم من ذلك، أثارت رؤية شي وهو يسعل على هذا النحو -وكذلك التلميح بأنَّ قائد ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يكون مصاباً، مثل قائد أكبر اقتصاد في العالم- صدمة يوم الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول.
كما أنه من غير المحتمل أن تهدئ بكين الوضع بكشف الحقيقة، إذ تحرس الصين عن كثب المعلومات المتعلقة بالقادة الكبار مثل شي، الذين لا تزال بعض تفاصيل سيرتهم الذاتية غامضة إلى حد ما.
وفي وقت سابق، توارى الرئيس مرتين عن الضوء؛ مما أدى إلى تكهنات كبيرة، لكن دون توضيح من السلطات الصينية.
إلى جانب أنَّ شي ليس أول شخصية تسعل بدون قناع وتُقابَل برعب بالغ في آسيا في الوقت الحالي. إذ يكاد يكون معظم الأشخاص في دول شرق آسيا ملتزمين بارتداء الأقنعة -وفي بعض المناطق بموجب القانون- وأي شخص يضطر إلى نَحنَحَة حلقه في وسائل النقل العام، يبتعد من حوله عنه سريعاً.
ويُرجَّح أنَّ الأقرب للحقيقة هو أنَّ شي كان يعاني من جفاف الحلق. ولو كان سعل بهذا القدر في خطاب العام الماضي، لما كان أحدٌ سيلاحظ.
لكن جائحة فيروس كورونا المستجد صارت تخيم على كل شيء، بما في ذلك كيفية تفاعلنا مع وظائف الجسم الطبيعية.