من معتقل في جوانتانامو إلى مفاوض لبومبيو.. أفغاني قضى 12 عاماً بالسجن يشارك في محادثات السلام
كشف المعتقل السابق في سجن جوانتانامو الأمريكي فايز الكندري أن معتقلاً من حركة طالبان كان زميله في سجن غوانتانامو ظهر مع وفد حركة طالبان أثناء لقائه بوزير خارجية أمريكا مايك بومبيو بمحادثات السلام الأفغانية.
الكندري كتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر مرفقاً صورة لوفد طالبان قائلاً: “إنه المعتقل السابق في غوانتانامو (الملا محمد نبي عمري)، ما زلت أذكر حين قال لي ونحن في المعسكر السادس وهو يشير إلى الشمس: يقيني بالفرج والنصر أعظم من يقيني أن هذه الشمس طالعة، إنها مسألة وقت، والعاقبة للمتقين”.
وظهر اسم ملا محمد نبي عمري عندما أعلنت الحركة عن أسماء 14 من ممثليها الذين شاركوا في الحوار مع أمريكا، برئاسة شير محمد عباس ستانكزاي، نائب رئيس المكتب السياسي لـ”طالبان” في الدوحة.
ملا محمد نبي عمري عضو بشبكة حقاني وكان أحد المعتقلين في سجن غوانتانامو لحوالي 12 عاماً، وأفرج عنه نتيجة صفقة تبادل الأسرى بين “طالبان” وأمريكا في يونيو عام 2014.
محادثات السلام: وانطلقت صباح السبت الماضي أولى محادثات سلام تاريخية مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، في العاصمة القطرية الدوحة، بغية إنهاء الحرب المستمرة منذ عقود في أفغانستان، وأودت بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.
فيما قدمت حركة “طالبان” قائمة بالأشخاص الذين سيشكلون وفد الحركة إلى محادثات السلام الأفغانية.
تأتي هذه المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاماً على هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة، والتي كانت مبرراً لتدخلها العسكري في أفغانستان.
بدأت مراسم افتتاح المحادثات بحضور وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وقائد قوات حلف الناتو والولايات المتحدة في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووفود تمثل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
فيما تشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبدالله عبدالله، وزعيم حركة طالبان الملا عبدالغني برادار، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حسبما أفادت وكالة رويترز.
مفاوضات شائكة: ويحاول طرفا الصراع من خلال المحادثات معالجة القضايا الشائكة؛ بما يشمل شروط وقف إطلاق نار دائم وحقوق المرأة والأقليات ونزع سلاح عشرات الآلاف من مقاتلي طالبان والميليشيات الموالية للحكومة.
يُشار إلى أنه في 29 فبراير 2020، شهدت العاصمة القطرية الدوحة اتفاقاً بين الولايات المتحدة و”طالبان” يمهِّد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
وتعاني أفغانستان حرباً منذ أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.