تسريب معلومات .. يشعل خلافاً بين استخبارات أمريكا والكونجرس
دافع مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جون راتكليف، عن قرار تعليق عرض التقارير الأمنية بشأن الانتخابات في جلسات الكونجرس، ملقياً باللوم على النواب فيما اعتبره “جائحة” من التسريبات التي تخرج من النواب إلى وسائل الإعلام.
الديمقراطيون غاضبون: وكتب راتكليف إلى كبار المشرعين من كلا الحزبين في لجنتي الاستخبارات بمجلس النواب ومجلس الشيوخ، الجمعة، شارحاً التغيير، لكن إعلانه أثار غضب كبار النواب الديمقراطيين الذين اتهموا إدارة الرئيس دونالد ترامب بالرغبة في التستر على التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة المقبلة في نوفمبر 2020.
راتكليف أعرب أيضاً عن إحباطه لتسريب تقرير لمكافحة التجسس إلى الكونغرس قبل شهر، أبلغ النواب أن الصين وروسيا وإيران تسعى للتدخل، وقال لشبكة فوكس نيوز: “مع ذلك، بعد دقائق من ذلك… ذهب عدد من أعضاء الكونجرس إلى عدد من وسائل الإعلام المختلفة وسربوا معلومات سرية”.
اعتبر المسؤول الاستخباراتي أيضاً أن المسربين يهدفون إلى “اختلاق رواية غير صحيحة مفادها أن روسيا بطريقة ما تمثل تهديداً للأمن القومي أكبر من الصين”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى الرغم من القرار الجديد، فإن راتكليف قال: “سأواصل إبقاء الكونجرس على اطلاع. لكن لدينا جائحة من المعلومات التي يتم تسريبها من مجتمع الاستخبارات. وسأتخذ الإجراءات للتأكد من أن ذلك يتوقف”.
لماذا هذا القرار الآن؟ تأتي هذه الخطوة قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية، بينما يقلل ترامب من خطر التدخل الأجنبي واتهامات الديمقراطيين بتسريب معلومات حساسة.
راتكليف وخلال شرحه للتغيير الذي أعلن عنه، قال: “لا أقصد التقليل من شأن روسيا -فهي تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي- لكن التهديدات التي نواجهها من الصين يوماً بعد يوم أكبر بكثير”، مضيفاً أن “أي شخص يطلع على معلومات استخباراتية يعرف ذلك، وأي شخص يقول غير ذلك فهو يسيس الاستخبارات لمصلحة روايته”.
بحسب الوكالة الفرنسية، سيبقى بإمكان الكونغرس الوصول إلى التقارير المكتوبة المصنفة سرية، لكن رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس آدم شيف قال إنّ النواب لم يعد بوسعهم استجواب المسؤولين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية حول ما تم إبلاغهم به.
كبير الديمقراطيين في الكونغرس قال لمحطة “سي إن إن”: “هذا لا معنى له ما لم يكن الهدف هو عدم السماح لأعضاء الكونغرس، ممثلي الشعب الأمريكي، بطرح الأسئلة، إنه تناقض غير منطقي أن نقول سنضعها على الورق لذا لا يمكن تسريبها عوضاً عن التحدث إلى الكونغرس، هذا غير منطقي”.
يُذكر أن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين نشرت في وقت سابق من أغسطس 2020، التقرير الأكثر تفصيلاً حتى الآن عن التدخل الروسي في عام 2016، واتهمت حملة ترامب بالترحيب بمساعدة موسكو وعرضت معلومات جديدة عن الاتصالات بين مسؤولين في الاستخبارات الروسية والدائرة القريبة من ترامب.