الأمن الإسرائيلي: الحكومة تخفي عنا تفاصيل الضم
قال ضباط كبار في جهاز الأمن حضروا النقاشات الأمنية المغلقة إن المستوى السياسي لا يعرض أمامهم التفاصيل المتعلقة بالضم المخطط له في الضفة الغربية. لذلك، يصعب على جهاز الأمن الاستعداد لهذه الخطوة. أصبح جهاز الأمن يشخص الرد على الأرض على نية ضم المستوطنات، ويعتقد أن تفاصيل الخطة والجدول الزمني لتطبيقها ضروريان للجيش والشاباك والشرطة وجهات أخرى كي تستطيع العمل على الفور.
وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، يمتنع الجيش الإسرائيلي عن اتخاذ موقف علني فيما يتعلق بالضم، لكن في محادثات مغلقة قال كبار ضباط جهاز الأمن بأن التهديد الرئيسي الذي كان على الجيش الاستعداد له في السنوات القادمة هو الساحة الشمالية. وحسب قولهم، التصعيد في الضفة قد يمس بالاستعدادات للتهديدات في هذه الساحة، ويحتاج إلى تحويل جزء كبير من ميزانية الجيش. جهاز الأمن يقلق أيضاً من التداعيات التي ستكون لضم الضفة وغور الأردن على العلاقات مع الأردن ومصر وقطر دول أخرى في الشرق الأوسط، التي تعتبر جهات كابحة في السنوات الأخيرة. في جميع جولات القتال مع حماس في القطاع منذ آذار 2018 أدى تدخل مصر وقطر إلى وقف إطلاق النار في فترة قصيرة. وحسب تقدير جهات أمنية، فإن هذا الموقف الذي يتفق مع مصالح جميع الأطراف، قد يتضرر في أعقاب الضم.
في هذه المرحلة، يستعد الجيش لتداعيات الضم طبقاً للخطط التي أعدت في فترات اعتبرت سابقاً حساسة من ناحية سياسية كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وهذه الخطط تشمل التصعيد في الضفة الغربية وقطاعات أخرى، والجيش مستعد لمناورات مفاجئة تشمل تجنيد الاحتياط بواسطة أنظمة جديدة بهدف فحص قدرة الجيش على الانتقال من الوضع الروتيني العادي إلى حالة الطوارئ في فترة قصيرة.
حسب تقديرات الاستخبارات، فإن الضم إذا خرج إلى حيز التنفيذ ستشعر حماس بأنها ملزمة بالرد. والتقديرات هي أن حماس سترسل رجالها مرة أخرى إلى المواجهة مع قوات الأمن في منطقة الجدار الأمني، ولم تستبعد إمكانية تصعيد واسع في غزة إذا حدثت مواجهات شديدة في الضفة الغربية. في هذه الأثناء يعتقد جهاز الأمن بأن حماس غير معنية بالتصعيد. أما إطلاق البالونات الحارقة من القطاع مؤخراً، مثل المحاولات التي أجرتها حماس لإطلاق صواريخ، فاعتبر كإشارة على أن حماس لن تسلم بتجميد عملية التسوية التي استهدفت تحسين الوضع الاقتصادي في غزة. في أعقاب تفشي كورونا، منعت إسرائيل دخول العمال والمرضى من القطاع. وحماس تطلب ممن يريدون الذهاب إلى إسرائيل أو مصر المكوث في الحجر مدة أسبوعين عند عودتهم إلى القطاع.
يبدو أن صفقة تبادل الأسرى والمفقودين الإسرائيليين التي تم الحديث عنها مؤخراً ليست على جدول الأعمال الآن. ومؤخراً لا توجد أي محادثات بين إسرائيل وحماس عبر وسطاء. وفي إسرائيل يقدرون بأن حماس التي خافت جداً من تفش شديد لكورونا في غزة، تتلقى التشجيع من بيانات الإصابة المتدنية وتدرك بأنه من غير المتوقع حدوث أزمة حقيقية في القطاع. بناء على ذلك، فإن الخطة التي تشمل إدخال معدات طبية إلى غزة لم تعد ذات صلة.