ترامب يشيد بالاعتقالات وبـ”القوة الساحقة”… وبايدن يتهمه بتحويل أمريكا “ساحة لحرب الأحقاد”
في وقت أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بـ«القوة الساحقة» ضد المتظاهرين، رفض حكام ولايات في أمريكا أوامره بنشر الجيش، فيما تصدى أسقف كاثوليكي لمحاولته استغلال الدين لمواجهة الاحتجاجات.
وأبدى ترامب ارتياحه لـ«التوقيفات الكثيرة. الكل أدى عملا جيدا»، مشيدا بما اعتبره «قوة ساحقة» و«سيطرة».
ومساء الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي بنبرة حازمة نشر «آلاف الجنود المدججين بالسلاح» في العاصمة وشرطيين لوقف «أعمال الشغب والنهب».
واعتبر أن الاضطرابات التي وقعت الأحد في واشنطن «وصمة عار»، داعيا حكام الولايات الى التحرك بسرعة وبشكل حازم «لضبط الشارع» ووقف دوامة العنف.
وقال ترامب بلهجة تحذير «إذا رفضت مدينة أو ولاية ما اتخاذ القرارات اللازمة للدفاع عن أرواح وممتلكات سكانها، فسأنشر الجيش الأمريكي لحل المشكلة سريعا بدلا منها».
وأبدت رئيسة بلدية واشنطن ميوريل باوزر معارضتها لأي نشر للجيش «في الشوارع الأمريكية في مواجهة أمريكيين»، في موقف ردّده حكام ديمقراطيون كثر.
وأعلن رئيس بلدية نيويورك الثلاثاء أيضاً رفضه نشر الحرس الوطني في العاصمة الاقتصادية الأمريكية بناء على مطالبة ترامب.
وتصاعدت المظاهرات ردا على تهديدات ترامب، وكذلك أعمال النهب في عدة مدن، حيث شوهد المئات من اللصوص وهم يشقون طريقهم إلى المنطقة التجارية في مانهاتن في مدينة نيويورك.
وأفادت تقارير بأن مجموعات مسلحة اقتحمت بعض المتاجر المعروفة مثل «مايكل كورس» و«كيت سبيد» و«بارنز»، بينما كان الزجاج المكسور يُغطي الأرصفة.
وشوهد عدد غير قليل من الناس في مدينة فيلادلفيا وهم يتحدون أوامر حظر التجوال بالبقاء خارج مقر الشرطة. وفي واشنطن العاصمة، أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والقذائف على حشد من المتظاهرين خارج ساحة لافاييت، بالقرب من البيت الأبيض، قبل وقت قصير من خطاب ترامب عن تصاعد العنف في جميع أنحاء البلاد.
واشتعلت النيران في سيارة شرطة على بعد ميلين من البيت الأبيض، وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارات قرب المكتب البيضاوي. ونشر الحرس الوطني الأمريكي حوالى 7 ألاف من جنوده.
والثلاثاء اتّهم المرشّح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن الرئيس الأمريكي بأنه «حول البلاد إلى ساحة معركة مليئة بأحقاد الماضي وبمخاوف جديدة».
وخلال زيارة إلى فيلادلفيا قال بايدن إن ترامب «يعتقد أن الانقسام يفيده»، متعهّدا بـ«بلسمة الجراح العنصرية التي تدمي بلدانا منذ زمن بعيد».
وخلال كلمته أعرب عن أمله بأن يكون ترامب قد فتح الإنجيل وتعلم منه محبة الآخرين، وذلك بعد أن رفع ترامب الكتاب المقدس بالنسبة للمسيحيين أمام كنيسة «سان جورج» الإثنين.
وتابع بايدن قائلا: «عندما يتم فض احتجاجات قرب بيت الشعب، البيت الأبيض، باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية كي يقوم الرئيس بالتقاط بعض الصور في واحدة من الكنائس التاريخية في البلاد، يمكن مسامحتنا إذا قلنا إن الرئيس مهتم بالقوة أكثر من المبدأ».
وأكد أن «ترامب مهتم بالسلطة أكثر من المبادئ، وعلى الرئيس الاهتمام بكل الأمريكيين، وليس فقط بممولي حملته».
ونوّه بالقول إن «الرئاسة مهمة كبيرة… لا أحد يستطيع أن يحقق كل شيء بشكل صحيح… وأنا لن أفعل ذلك أيضًا، لكني أعدكم أني لن أشعل نيران الكراهية».
إلى ذلك، أدان رئيس أساقفة واشنطن بشدة سماح مزار كاثوليكي لترامب بزيارته.
وقال الأسقف ويلتون غريغوري في بيان «أجد أنه أمر محير ومستهجن أن تسمح أي منشأة كاثوليكية لنفسها بأن يساء استغلالها والتلاعب بها بشكل فاضح بطريقة تنتهك مبادئنا الدينية».
وجاءت هذه التصريحات بعد زيارة لترامب إلى ضريح البابا السابق، جون بول الثاني، لوضع إكليل من الزهور والوقوف دقيقة صمت. ويقع الضريح تحت رعاية منظمة أخوية كاثوليكية.
وأضاف غريغوري إن البابا السابق «بالتأكيد ما كان ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع ووسائل القمع الأخرى لإسكاتهم أو تشتيتهم أو تخويفهم للحصول على فرصة لالتقاط الصور أمام مكان للعبادة والسلام».