علماء يؤكدون أهمية مشاركة الأفارقة في تجارب لقاحات كورونا لهذه الأسباب!
قالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن العلماء يؤكدون أنه من المهم أن يشارك الأفارقة في تجارب لقاح فيروس كورونا لئلا تتضرر جهودهم لإيجاد لقاح يعمل في مختلف أنحاء العالم وليس في الدول الغنية وحدها.
حتى الآن، بدأت تجربة لقاح واحدة في جنوب إفريقيا، وتنتظر أخرى الموافقة في كينيا. لكن الجدل شاب هذه المسألة.
ورغم أن المعارضة القوية للقاحات من أي نوع ليست جديدة، فإن الجدل الحالي في إفريقيا يتركز على خلاف عرقي بعد أن أثاره طبيبان فرنسيان كانا يناقشان إحدى التجارب في أوروبا وأستراليا تبحث في مدى فعالية لقاح السل في علاج فيروس كورونا.
وخلال حوار تلفزيوني، اتفق كلاهما على أنه يجب اختباره في إفريقيا أيضاً، حيث قال أحدهما: “قد يثير حديثي غضب البعض، ولكن ألا يجدر بنا إجراء هذه الدراسة في إفريقيا، حيث لا توجد كمامات ولا علاجات ولا إنعاش؟”.
وقوبلت هذه التصريحات بانتقادات حادة.
فيما قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، وهو إثيوبي: “من المخزي والمروع أن نسمع من العلماء هذا النوع من التصريحات في القرن الحادي والعشرين”.
تجربة دوائية سيئة السمعة: يُشار إلى أن شركة Pfizer أجرت عام 1996 تجربة دوائية سيئة السمعة في ولاية كانو شمال نيجيريا، ونشبت على إثرها معركة قانونية طويلة انتهت بدفع شركة الأدوية الشهيرة تعويضات لبعض الآباء الذين شارك أطفالهم في التجربة خلال تفشي التهاب السحايا.
بعد أكثر من عقدين من الزمن، يقول علماء مثل الباحثة الأوغندية كاثرين كيوبوتونغي إن الأمور تغيرت وأصبحت العملية أكثر صرامة وشفافية، فيما قالت الدكتورة كاثرين، رئيس المركز الإفريقي للسكان والبحوث، لـ BBC: “توجد ضمانات على المستوى الفردي”.
الخبراء اتفقوا على أن التعامل مع هذه الجائحة يتطلب نجاح أي لقاح لكوفيد-19 في جميع بلدان العالم مؤكدين أنه إذا نأت القارة بنفسها عن هذه التجارب، فسيستمر إرثها من الإقصاء.
أما الدكتورة كاثرين فتقول: “ليس من المقبول أن يُختَبر اللقاح في المملكة المتحدة على سبيل المثال، ثم يُستخدم في إفريقيا لأن لدينا ظروفاً مختلفة، وتكويناً جينياً مختلفاً قد يؤثر على الطريقة التي يعمل بها اللقاح”.
مضيفةً: “قد يكون لدينا سلالات مختلفة؛ ولدينا أمراض أخرى أيضاً. على سبيل المثال، لدينا عدد كبير من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية”.
مخاوف من إقصاء إفريقيا: لكن أكثر ما تخشاه هو أن تتعرض إفريقيا للإقصاء مهما حدث، لأن القارة تواجه مشكلات بالفعل بخصوص اختبارات فيروس كورونا حيث “تنعزل الدول، وتخزن إمداداتها”. وتقول كاثرين: “لذا فإن الخطر الأكبر الذي تواجهه إفريقيا هو أن يتوفر اللقاح ثم تشتريه الدول الغنية بالكامل ولا يتبقى شيء للأفارقة”.
في ظل استمرار التجارب على مستوى العالم، كتب قادة وخبراء العالم رسالة مفتوحة تدعو إلى توفير “لقاح مجاني لجميع الشعوب”.
فيما نقلت الرسالة عن سيريل رامافوسا، رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، قوله إن القارة تريد لقاحاً “دون براءات اختراع ويُصنع ويوزع سريعاً ويتوفر مجاناً للجميع”.
وقال: “لا ينبغي دفع أحد إلى آخر قائمة الحصول على اللقاحات بسبب المكان الذي يعيش فيه أو مقدار ما يكسبه”.