العالم ينتقد سياسة جونسون في مكافحة كورونا
قال معلقون دوليون إن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مواجهة أزمة فيروس كورونا كانت متناقضة ومشوشة وخطيرة ووقحة وتشبه ما قدمه أثناء الحملة التي قادت لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي عام 2016. وفي تقرير لمراسلي صحيفة “الجارديان” من دبلن وأثينا وريو دي جانيرو كشف عن المواقف الدولية الشاجبة للمواقف المتعرجة والمتغيرة لجونسون من أزمة كورونا.
وقالوا إن هذه المواقف تراوحت من عدم التصديق للدهشة إلى الغضب. وقال الكثيرون إن مواقف الرئيس الأولى القائمة على عدم التدخل في الأزمة ثم ما برز من إشارات متناقضة حول استراتيجية الحكومة هي صورة عن محاولة لا يمكن تفسيرها لتأكيد الخصوصية البريطانية. وقال صحيفة “إثينوز” اليونانية “خرج بوريس للعلن وطلب من البريطانيين تقبل الموت” واعتبرت الصحيفة رئيس الوزراء أخطر من فيروس كورونا.
وفي يوم الأحد قال وزير التنمية الدولية السنغافوري لورنس وونغ إن بريطانيا وسويسرا “تخلتا عن الإجراءات لاحتواء وضبط انتشار الفيروس”. واتهمت صحيفة “نيويورك تايمز” جونسون بأنه يقوم بزرع الإرتباك “وبدا مثل زعيم يتصرف مكرها وحاول اللحاق بالقطاع الخاص الذي بدأ يتصرف بنفسه”.
وأثنى الباحثون العلميون والمعلقون والساسة على تغيير جونسون موقفه يوم الإثنين، عندما أمر المواطنين البريطانيين البقاء في بيوتهم واعتبروها خطوة متأخرة لفعل ما قامت بقية الدول الأوروبية والعالم، كاستراتيجية ضرورية. والسؤال هو لماذا تأخرت بريطانيا في اتخاذ الإجراءات؟
وفي الأسبوع الماضي حاولت أيرلندا التي تشترك بالحدود مع بريطانيا فهم تردد “10 دوانيننغ ستريت” وقالت صحيفة “أيرش تايمز” “يقامر بوريس جونسون بصحة شعبه”. وفي يوم الثلاثاء وبعد قرار رئيس الوزراء المفاجئ عبر المسؤولون في دبلن عن ارتياحهم “يقوم البريطانيون بعمل الأمور بطريقتهم وعلينا التعايش معهم وقد وصلوا في النهاية”، في إشارة إلى كلام ونستون تشرتشل عن أمريكا التي تختار الصواب بعدما تقوم باختبار كل الخيارات.
وبالنسبة للمسؤولين الأجانب الذين تعودوا على تصريحات جونسون المتفائلة في العام الماضي خلال المواجهة في ازمة البريكست وأن بريطانيا ستجد طريقها فقد ذعروا عندما سمعوا نفس النبرة في سياق حالة الطوارئ الدولية.
وعندما ظهر جونسون في مؤتمر صحافي إلى جانب المسؤول الصحي كريس ويتي ومستشاره الصحي باتريك فالاس، صادق على فكرة تعريض البريطانيين للفيروس ضمن فكرة “مناعة القطيع” بدلا من تقديم تطمينات لهم. وفي الأسبوع الماضي قدم جونسون أول تنازل بشأن التباعد الإجتماعي- كوسيلة لإبطاء العدوى- عندما طلب من الناس تجنب الحانات. ولكنه لم يغلقها ولهذا ظل الكثيرون يذهبون إليها إلى جانب والده ستانلي، الذي قال إنه يخطط للخروج وتناول الشراب.
ومع ذلك عبر جونسون عن ثقة بأنه سيحرف الموجة في غضون 12 شهرا. وشعر الكثيرون بالذعر خاصة أن الوباء خرج عن السيطرة في إيطاليا وإسبانيا وقتل آلافا من الأشخاص حول العالم مما دفع لتقليد الأسلوب الصيني وهو الإغلاق التام. وهدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإغلاق الحدود مع بريطانيا الجمعة الماضية لو لم تكثف بريطانيا من جهودها. وعبر آخرون عن قلقهم على مصير أقاربهم وأصدقائهم في بريطانيا. وقام جورجيو غوري، عمدة بلدة بيرغامو، التي أصابها الوباء بنقل ابنتيه من بريطانيا التي اعتبرها غير آمنة.
وقال لمحطة سكاي نيوز “عندما تابعت تفكير الحكومة البريطانية حول المشكلة، قررت إحضارهما، ورغم أننا في مركز الوباء فإنهما ستكونان في وضع أكثر أمانا من البقاء في إنكلترا لأنني لا أفهم عدم اتخاذ الحكومة قرارا لحماية المواطنين”. وعبرت اليونان التي تبنت إجراءات صارمة منذ البداية عن خوفها، فلديها أكبر عدد من الدارسين في بريطانيا والذين تمت دعوة معظمهم وحجرهم لمدة 14 يوما. وعلقت أثينا الرحلات الجوية مع بريطانيا حتى منتصف أبريل.
لكن الموقف البريطاني المتردد وجد دعما في البرازيل، ففي يوم الإثنين استشهد نجل الرئيس جائير بولسونارو بجونسون أثناء دفاعه عن سياسة والده في معالجة انتشار الفيروس. وكتب إدوارد بولسونارو تغريدة ضمنها لقطة فيديو لجونسون وهو يشجع البريطانيين على استخدام الحدائق العامة. وقال “فيروس كورونا خطير لكن الحياة يجب ألا تتوقف” ونصح رئيس الوزراء البريطاني السكان بممارسة الرياضة في المتنزهات.