أردوغان يُمهل الأسد أياماً ويلوّح بالمواجهة: انسحبوا إلى وراء نقاطنا العسكرية بإدلب وإلا سنجبركم على ذلك
أمهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظامَ بشار الأسد حتى نهاية فبراير 2020، للانسحاب إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، مُهدداً بأنه في حال لم يستجب الأسد فإن أنقرة ستجبره على ذلك، كما طالب أردوغان روسيا بتفهم «حساسيات» تركيا في سوريا.
لماذا الحدث مهم؟ تحمِل تصريحات الرئيس التركي التي أدلى بها الأربعاء 5 فبراير/شباط، إشارة إلى مواجهة مُحتملة ضد نظام الأسد، وذلك بعدما قتلت قوات الأخير 7 من الجنود الأتراك في قصف استهدف محافظة إدلب يوم الإثنين 3 فبراير/شباط، كما أنه يشير إلى خلاف كبير بين أنقرة وموسكو حليفة الأسد حيال التطورات في إدلب.
ماذا قال أردوغان؟ اعتبر الرئيس التركي أن مهاجمة قوات الأسد لجنود بلاده في إدلب، ستمثل مرحلة جديدة بالنسبة لتركيا في سوريا، ووجّه تحذيراً لنظام الأسد وحلفائه قائلاً إنه «عند تعرض جنودنا أو حلفائنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم».
أضاف أردوغان في هذا السياق أن القوات الجوية والبرية التركية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق العمليات بإدلب (حيث يوجد لتركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية هناك)، وقال إنها «ستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة»، لافتاً إلى أن الرد على انتهاكات النظام سيكون بشكل مباشر على جنوده.
كما دافع أردوغان عن قتل جيشه العشرات من قوات الأسد رداً على استهداف الجنود الأتراك، وقال إن «كان من غير الممكن ضمان أمن جنودنا في إدلب، فإنه لا يمكن لأحد الاعتراض على عدم استخدام حقنا في القيام بذلك بأنفسنا»، معتبراً أن «من يسأل عن سبب تواجد الجيش التركي في سوريا إما جاهل أو يكنّ عداءً متعمداً للشعب والجمهورية التركية».
رسالة إلى روسيا: تضمن التصعيد الأخير في محافظة إدلب إشارة إلى وجود خلاف بين تركيا وروسيا حيال هذا الملف، لا سيما أن البلدين بالإضافة إلى إيران قد توصلوا إلى اتفاق في مايو/أيار 2017، بإقامة «منطقة خفض التصعيد» في إدلب، واعتبر أردوغان أن التفاهمات حول شرق الفرات وإدلب لم تعد فعالة.
قبل أن يدلي أردوغان بتصريحاته هذه، فإنه أخبر بوتين خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، بأن بلاده «ستواصل حقها المشروع في الدفاع عن النفس ضد أي هجمات جديدة، من قِبل النظام».
أردوغان أبلغ بوتين أيضاً بأن الهجوم على القوات التركية يُعد بمثابة «صفعة» للجهود المشتركة الرامية لإحلال السلام في سوريا، وتوعد بشن هجمات مماثلة على الأسد حليف الروس، وفقاً لوكالة الأناضول.
المشهد العام: تأتي التحذيرات التركية في وقت يشن فيه الأسد وحليفته روسيا هجوماً واسعاً على محافظة إدلب، أجبر 700 ألف شخص على النزوح من منازلهم، فضلاً عن أن القصف على المناطق السكنية يوقع ضحايا باستمرار، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
حققت قوات النظام التي تدعمها قوة جوية روسية تقدماً كبيراً في إدلب، الأسبوع الماضي، حيث انتزع النظام السيطرة على مدينة معرة النعمان، في إطار هجوم لتأمين الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب، كما أنه أصبح على مشارف مدينة سراقب.
في المقابل، بدأ مقاتلون من المعارضة السورية هجومين على قوات تابعة لنظام بشار الأسد في حلب، وفتحوا جبهة جديدة شمال شرقي المدينة، في محاولة للردِّ على مكاسب النظام في إدلب.
يُشكل الشمال الغربي، بما في ذلك محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لمحافظة حلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا، حيث استردَّ الأسد -بدعم روسي وإيراني- جزءاً كبيراً من الأراضي التي كان يسيطر عليها أعداؤه.