تراجع تنظيم القاعدة لأول مرة في سوريا منذ بدء الحرب
يشهد تنظيم القاعدة في سوريا حالة من التراجع للمرة الأول يمنذ صعوده في عام 2012 وسط فوضي الحرب الأهلية السورية، ويقاتل فرع القاعدة السوري من أجل الحفاظ علي موطيء قدمه الرئيسي الذ يقع بالقرب من العاصمة دمشق.
تراجع القاعدة
وأشارت صحيفة “ايه بي سي” الأمريكية إلي طرد تنظيم القاعدة من محافظة حلب الشمالية علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، وفقد عشرات المقاتلين في المعارك في حلب ومحافظة إدلب، ويمثل القتل تحدياً كبيراً للجماعة المتطرفة التي تعاني من اقتتال داخلي واغتيالات جعلتها تفقد كبار قادتها، وفقدت العديد من القري التي كانت تسيطر عليها.
تحرير بلاد الشام قوة في سوريا
واوضحت الصحيفة أن التحالف المرتبط بتنظيم القاعدة المعروف باسم “لجنة تحرير بلاد الشام” مازال واحداً من أقوي الجماعات المسلحة في سوريا ويصل عدد مقاتليه غلي الآلاف، حيث ركز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات السورية المدعومة من روسيا علي القضاء علي تنظيم داعش في شرق البلاد، مما سمح للقاعدة تعزيز سيطرتها علي إدلب ةما تزال القوة الأقوي علي الرغم من الخسائر التي تكبدتها في الاونة الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلي أن بعد هزيمة داعش ينظر إلي القاعدة علي أنها الجماعة الجهادية الرئيسية التي ترفض أي محادثات سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ 7 سنوات في سوريا، الذي سمح لظهورها في شمال سوريا وفي ضواحي دمشق الشرقية بالغوطة ما سمح للرئيس بشار الأسد استخدام ذلك كذريعة لشن حرب ضد الأراضي التي يسيطر عليها المعارضة، حيث ان العديد من اتفاقيات وقف اطلاق النار استبعدت القاعدة.
القاعدة عبء علي المعارضة
وأضافت الصحيفة أن المئات من مقاتلي القاعدة المتحصنين في الغوطة الشرقية أصبحوا عبئا علي المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية هناك، والتي ضغطت علي المتطرفين لمغادرة المنطقة من اجل معقلهم في إدلب من أجل تجنب الهجوم الساحق الحالي.
وقد أثار تنظيم القاعدة مخاوف بعض الدول مثل تركيا والولايات المتحدة من عودة الشبكة العالمية لتنظيم القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن وان تستخدم وجودها في شمال سوريا لشن هجمات إرهابية حول العالم.
التنافس بين الجماعات
ونوهت الصحيفة إلي اغتيال أبو ايمن المصري من الجماعة المتنافسة لنور الدين الزينكي مما ادي تسبب في اشتعال معارك في حلب وإدلب، وقد سبق ذلك تحالف نور الدين الزينكي مع محافظ أحرار الشام اللذان كانا من حلفاء القاعدة السابقين وتحولا الآن اعداء، وفي خضم هذه المعارك اجبر التحالف الجديد، جبهة تحرير سوريا وهم مقاتلي القاعدة علي التراجع غربا إلي إدلب، ويصر المتمردون علي أن الحرب ضد القاعدة لن تتوقف حتي يتم سحق الجماعة الجهادية في سوريا.
وقال يزن محمد ، وهو ناشط إعلامي مقره في محافظة إدلب ” على الرغم من أن تنظيم القاعدة فقد بعض الأراضي في عمليات القتال الأخيرة إلا أن الجماعة ابعد ما تكون عن الهزيمة، لأنهم مجموعة منظمة وقوية”.
ذرائع الحكومة السورية
وأشارت الصحيفة إلي فرار عشرات الآلاف من المتمردين والمدنيين من جميع انحاء سوريا إلي إدلب خلال السنوات الماضية، مما اثار مخاوف من ان وجود القاعدة سيعطي للحكومة ذريعة لاقتحام المقاطعة تحت غطاء جوي من روسيا كما حدث في أماكن اخري، من بينها حلب في أواخر عام 2016.
وقال بريت ماكجورك ، كبير مبعوثي الولايات المتحدة في التحالف الذي يقاتل داعش ” إن إدلب هي أكبر ملاذ للقاعدة منذ أيام بن لادن في أفغانستان”.
وقال بسام حاجي مصطفى المسؤول البارز بمجموعة نور الدين الزينكي “هذه الحرب لن تتوقف، هذه حرب حقيقية ضد القاعدة وأفكارها المتطرفة والإرهاب”.
استعداد القاعدة للغرب
بعد الخسائر الأخيرة في ساحة المعركة ، قال قيادي بارز في تنظيم القاعدة ، يدعي أبو يقظان المصري “أن الجماعة سرعان ما ستحبط اي هجوم الهجوم وسنركز مرة أخري علي محاربة الكفار”، وهو اشارة لمحاربة الغرب.
وتزامنت تعليقات أبو يقظان مع هجوم مضاد استعاد فيه فرع القاعدة بعض القرى التي خسرها في وقت سابق ، على الرغم من أن وجوده في محافظة حلب لم يعد موجودًا.
وقال نشطاء محليون ” إن الهجوم على القاعدة كان مدعومًا من أعضاء في حزب تركستان الإسلامي”، وهي مجموعة قوية تتألف في معظمها من جهاديين من الأقلية الأويجورية التي تتحدث اللغة التركية.
صعوبة القضاء علي القاعدة
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان ، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ، والذي يتابع النزاع السوري المستمر منذ سبع سنوات ” إن القتال الذي اندلع في 20 فبراير، تسبب في مقتل 223 مقاتلاً من الجانبين ، بما في ذلك 132 من مقاتلي القاعدة”.
وتري الصحيفة أنه علي الرغم من الخسائر للقاعدة وفقدانه عشرات القري التي كان يسيطر عليها إلا أنه ليس من السهل القضاء عليه بسهولة في إدلب، حيث سحق التنظيم العديد من خصومه في السنوات الماضية.