هكذا تقف “القائمة المشتركة” ضد عنصرية إسرائيل وتضمن بقاء العائلة الهاشمية
نأمل بأن تكون الانتخابات في مارس هي الأخيرة التي يشارك فيها حزب ميرتس (أو المعسكر الديمقراطي بالصيغة الحالية) وحزب العمل- مع أو بدون غيشر. هذا بسبب أن الحل السياسي لليسار الصهيوني، دولتان لشعبين، لم يعد قابلاً للتطبيق، وفقا لصحيفة “هآرتس” العبرية.
من كان هدف تصويته في الانتخابات عزل نتنياهو، فهو يحسن الصنع إذا صوّت لـ”أزرق أبيض”. ومن سيصوت من خلال رؤية بعيدة المدى القائمة على السعي لمنح مساواة كاملة في الحقوق للفلسطينيين في دولة أبرتهايد ثنائية القومية، التي أصبحت حقيقة قائمة تحت حكم نتنياهو (بمساعدة الاتحاد الأوروبي وترامب)، من الأفضل له أن يصوت للقائمة المشتركة.
إن إدخال أكبر عدد من العرب إلى الكنيست يجب أن يكون هدف المنشقين الذين يبعدون النظر إلى ما بعد عهد نتنياهو، ويعرفون أن الزعماء الذين سيأتون بعده- سواء كانوا ينتمون للوسط مثل بني غانتس ويئير لبيد وغابي أشكنازي أو ينتمون لليمين مثل جدعون ساعر وموشيه يعلون واييلت شكيد وبتسلئيل سموتريتش- سيخلدون الاحتلال والأبرتهايد.
الفرق سيكون في الأسلوب والنغمة. “أزرق أبيض” سيفعل ذلك بواسطة القصور الذاتي سيئ السمعة المعروف للتيار العام الإسرائيلي، الذي توقفت عيونه عن الرؤية وينفي الواقع ويدفن رأسه في الرمل ويخشى من اتخاذ القرارات وكان خاضعاً دائماً لقوات المستوطنين المصابة بالجنون. في حين أن حكماً جديداً لليمين سيطبق الضم الرسمي بشكل عدائي وسيفجر اتفاق السلام مع الأردن بقوة وخبث، وسيعمل على عزل العائلة المالكة الهاشمية ويحول الأردن إلى فلسطين.
التصويت لـ”الماضي” واستمرار اليمين الإسرائيلي يعززان الأبرتهايد ويحولان الأردن إلى فلسطين
السطر الأخير متشابه: استمرار السلب والنهب ورفض إمكانية السماح للعرب من مواطني إسرائيل بأن يكونوا شركاء كاملين وشرعيين في الحكم. والرد الأكثر فعالية على روح العنصرية المناهضة للديمقراطية هو تعزيز قوة العرب في الكنيست إلى الحد الأعلى.
حزب ميرتس وحزب العمل يعتبران جزءاً من العمى الفظيع لليسار الصهيوني. فهما يرفضان الاعتراف بحقيقة أن الدهر أكل وشرب على حل الدولتين. ويرفضان تحديث رؤيتهما ويواصلان التمسك بالأمر الذي أكل الدهر عليه وشرب. والتاريخ سيبقيهما من ورائه. هما عالقان في الماضي مع التوتر غير القابل للحل بين “الديمقراطية واليهودية” وبين الصيغ الكيميائية المدحوضة وغير القابلة للتطبيق لتسوية التوتر. التاريخ أبقى هذا التآلف “يهودية وديمقراطية” خلفه. وقد حان الوقت للاختيار بينهما.
هذان الحزبان المتماهيان مع صيغة “يهودية وديمقراطية” الملفوفة حول عنقهما، مثل ثقل شيء صدئ، يغرقان به إلى الأسفل، ولا يستطيعان قيادة القوى في المجتمع الإسرائيلي التي تختار الديمقراطية، من دون “يهودية”. يمكن أن يقود هذه القوى حزب جديد، يهودي – عربي، سيتشكل على أنقاض ميرتس وحزب العمل، والذي يجب على القائمة المشتركة أن تكون المحفز على تشكيله. إن إدخال أكبر عدد من العرب للكنيست القادمة معناه إلقاء زجاجة حارقة إلى قلب النظام الذي يقوم بقمعهم.
هناك ما يكفي ويزيد من السياسيين وأصحاب الرأي في اليسار الذين يعرفون أن هذا هو ما يجب فعله الآن، وأن انتقام الناخب العربي من تحريض نتنياهو يعدّ فرصة ذهبية لتشكيل هذا الحزب، حزب المستقبل الذي سيجسد حلم التعاون اليهودي العربي في إسرائيل ثنائية القومية، التي أصبحت حقيقة واقعة على الأرض. هذا الحزب سيكون الأول للإسرائيليين دون تفريق في الدين والعرق والجنس، والذي سيسعى بل ويستطيع أن يحظى بشريحة مهمة في السلطة أو أن يشكل معارضة كبيرة تعرض بديلاً حقيقياً عن العنصرية الأصيلة للدولة اليهودية. من سيصوت في آذار لحزب ميرتس وحزب العمل فهو يصوت للماضي. المستقبل يحتاج إلى تعزيز حضور العرب في الكنيست.