فورين أفيرز: الجزائر تواجه المجهول.. وفشل الانتخابات سيكون نجاحاً للديمقراطية
يسأل الكاتب روبرت زيرتسكي في مقال نشرته مجلة”فورين أفيرز”: “ماذا لو تم إجراء الانتخابات في الجزائر دون أن يصوت أي أحد؟ فقد قررت حكومة الرئيس عبد القادر بن صالح إجراء الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر/كانون أول، ولكن هناك مخاطرة بأن تنتهي الانتخابات في دائرة من العبث بعد اعلان جميع المنظمات السياسية والمدنية في البلاد رفض تأييد المرشحين الرسميين الخمسة، كما تمت الدعوة لمقاطعة الانتخابات“.
والمفارقة هنا، كما يضيف زيرتسكي، هي أن فشل هذه الانتخابات سيشير إلى نجاح التطلعات الديمقراطية للبلاد، كما أشار الكاتب إلى خصوصية الحراك الجزائري، قائلا بأنه يختلف عن حركات الاحتجاج الأخرى، فالحراك الجزائري مسالم، وهناك قدرة على ضبط التوترات في مرحلة انتقال الأمة إلى الديمقراطية.
وعندما أعلن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة أنه سيخوض الانتخابات لفترة ولاية خامسة، ثار الشعب الجزائري، ولم يكن هذا الرد مفاجئاً فقط للأجهزة الأمنية، بل أيضاً لجهاز فكري كان على اقتناع بأن الجزائريين استسلموا للوضع الراهن، ولاحظ الكاتب أن بوتفليقة استفاد من التأثير الدائم للحرب عندما استلم الحكم بعد حرب وحشية بين الدولة والإسلاميين، مما جعل الغالبية من الجزائريين يترددون في رفض أو مقاومة التسوية السياسية التي فرضت السلام، وقد استمر هذا التردد إلى هذا العقد.
وبحلول عام 2019، أصبح وجود بوتفليقة استفزازاً، وأدى تضافر الاقتصاد المتعثر والفساد المنتشر إلى تعميق الخلاف بين الدولة والجمهور، وعلاوة على ذلك، فإن ترشيحه لم ينتهك المعايير الدستورية فحسب، ولكن ايضا الأخلاقيات، وأصبح منظره على الكرسي المتحرك ونظراته الميتة رمزاً لدولة فاسدة بشدة، وقد ألهمت هذه الحالة الغريبة موجة من النكات المريرة ، مثل “مرض السرطان له أربع مراحل، وبوتفليقة يستعد لولاية خامسة”.