قائد الجيش الجزائري يخطب لليوم الثاني ويشيد بحكومة بدوي
ألقى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، خطابا لليوم الثاني على التوالي، خلال زيارته للمنطقة العسكرية الرابعة (جنوب شرق البلاد)، أشاد فيها بالحكومة المرفوضة شعبيا، والتي يخرج المتظاهرون في الحراك الشعبي الذي يدخل شهره التاسعـ للمطالبة برحيلها، وعلى رأسها رئيس الوزراء نور الدين بدوي، الذي يعتبره المتظاهرون من رموز نظام الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، الذي عينه قبل تقديم استقالته، والمتهم بأنه جمع عندما كان وزيراً للداخلية في حكومة أحمد أويحيى المسجون، 6 ملايين استمارة ترشح لبوتفليقة للولاية الخامسة، حينها.
وأشاد قايد صالح بـ”الإجراءات العملية التي اتخذتها الحكومة بتوجيه من خلال الفترة القليلة الماضية المتعلقة بدعم وحماية ودعم المؤسسات الوطنية العمومية خاصة الشركات والمركبات الصناعية وذلك بغرض تدعيم مساهمتها في الاقتصاد الوطني والحفاظ على اليد العاملة بها”.
وضرب الفريق مثالا بالإجراءات المستعجلة لمعالجة المشاكل التي كان يعاني منها مركب الحديد والصلب بالحجار وبغرض تأهيل وإعادة بعث نشاط وإنتاج هذا المركب الصناعي الذي يعد مفخرة الصناعة الوطنية ومكسبا يجب حمايته لكونه يشغل الآلاف من العمال.
واللافت أن قائد الجيش قال إن المركب كان عرضة لمخططات ما يسميها “العصابة التي حاولت بمختلف الأساليب إضعافه وعرض العراقيل في مساره وحرمان الاقتصاد من القيمة المضافة التي يمكن لهذا المركب تقديمها للبلاد”.
وبالنسبة للمطالبين برحيل الوزير الأول بدوي وحكومته، فإنه وعدد كبير من وزرائه، الذين حافظوا على مناصبهم، هم من نفس “العصابة”!
من جهة أخرى عاد قايد صالح مرة أخرى للإشادة بالشعب وبالانتخابات الرئاسية، التي يخرج عد كبير من المواطنين للشوارع ضدها، ويعتبرونها محاولة لإعادة انتاج نفس النظام، وأن المرشحين الخمسة لها محسوبون على النظام، فيما يقول قائد الجيش “إن الجزائر قادرة على فرز من سيقودها في المرحلة المقبلة، تنادي أبنائها المخلصين لأنها بأمس الحاجة إليهم”.
وعبَّر “عن ثقته بأن الشعب الجزائري، شعب رهانات ويتكيف مع جميع المراحل، وبأن بإمكانه المرور بالجزائر إلى بر الأمان”.
وكان قايد صالح اثار جدلا في خطابه أمس، بإشادته بالمسيرات، التي خرجت مؤخرا في بعض مناطق البلاد لمساندة قيادة الجيش وتنظيم الانتخابات الرئاسية، والتي يقول معارضو تنظيمها بحجة أنها تعيد إنتاج واستنساخ نفس النظام ، أنها مسيرات “مرتبة” من قبل السلطات المحلية، أنهم وثقوا أن من يخرج فيها وبأعداد قليلة لا يمكن مقارنتها بالمظاهرات المعارضة، من المحسوبين على أحزاب السلطة ونظام الرئيس المخلوع عبد العزيزبوتقليقة أو”العصابة” كما يصفها قائد الجيش، وأنهم وثقوا بالصور، وأحيانا بالفيديوهات، على مواقع التواصل الاجتماعي ، أن من خرجوا في هذه المسيرات كانوا من أنصار الولاية الخامسة لبوتفليقة.
وكان معارضو تنظيم الانتخابات، الذين يخرجون في مظاهرات يرفعون فيها شعارات من أبرزها “لا انتخابات مع العصابات”و “دولة مدنية و ليس عسكرية”، عبروا أيضا عن “تأكدهم” من أن هذه المسيرات الداعمة لقايدة الجيش وتنظيم الانتخابات، ليست عفوية إنما “مرتبة ومدعومة من قبل السلطات”، وأن ذلك يظهر مثلا في مرافقة قوات الأمن لها، والتي تلجأ لاعتقال من ينظم مسيرات مضادة لها، كما أن المسيرات الداعمة يتم تغطيتها وتضخيمها حتى في وسائل الإعلام العمومية والخاصة، بينما يتم التعتيم على مظاهرات الحراك الشعبي المستمر، والذي يدخل الأسبوع الـ40 على التوالي، رغم أن المتظاهرين يخرجون الجمعة والثلاثاء بأعداد كبيرة جدا لا يمكن مقارنتها، و لكن لا يظهر لها أي أثر في وسائل الإعلام العمومية والخاصة!.
وتأتي تصريحات قايد صالح مع اليوم الثالث للحملة الانتخابية للرئاسيات المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول القادم، تجري الحملة ، التي بدأت “باهتة” وسط حالة من الشحن والرفض الشعبي، واعتقالات في صفوف المتظاهرين الرافضين لها، والذين يرون انها محاولة فقط لإعادة انتاج النظام و الدليل “أن المرشحين الخمسة لها من المحسوبين على النظام”!.