تقديرات ما بعد “أبو العطا”: حكومة تداول برئاسة نتنياهو أولاً
أثرت تصفية مسؤول الجهاد الإسلامي والنار المضادة من منظمة الإرهاب على مدن إسرائيل تأثيراً مباشراً على الساحة السياسية وحققت واقعاً جديداً قبل ثمانية أيام فقط من انتهاء مدة تكليف رئيس “أزرق أبيض” النائب بيني غانتس، لتشكيل الحكومة. فقد قرر قادة “أزرق أبيض” بيني جانتس، وموشيه يعلون، وغابي اشكنازي، أن يزيلوا أخيراً إمكانية حكومة الأقلية بدعم النواب العرب عن جدول الأعمال والسعي إلى حكومة وحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، التقدير هو أن الثلاثة اتخذوا عملياً قراراً بالموافقة على مخطط الرئيس في أن يكون نتنياهو الأول في التداول وأن لا مانع من أن يجلب معه كتلة اليمين – الأصوليين الذين يعدون معاً 55 نائباً إلى حكومة يكون عدد الوزراء في كل جانب منهما متساوياً.
إن العوائق الأساسية التي لا تزال قائمة هي مسألة التبطل (عدم قدرة رئيس الوزراء على القيام بمهامه)، حيث يطالب “أزرق أبيض” أن يكون التبطل فور رفع لائحة الاتهام، بينما يسعى الليكود لإيجاد صيغة تسمح لنتنياهو بزمن أطول في رئاسة الوزراء.
كما يوجد عائق آخر هو معارضة يئير لبيد الذي لا يزال -وفقاً للتقدير- يرفض الجلوس مع نتنياهو، بل ويعارض الجلوس مع الكتل الأصولية. ويتواصل التشاور بين أعضاء “القمرة” اليوم بنية الوصول إلى قرار سريع حول مواصلة المفاوضات مع الليكود، وإذا ما كان “أزرق أبيض” كله أم فقط “حصانة لإسرائيل” و “تيلم” دون “يوجد مستقبل” برئاسة لبيد، الذي سيبقى في الخارج.
التقى نتنياهو أمس، غانتس بحضور السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وأطلعه على تطورات اليوم الأخير. وكان غانتس مطلعاً على قرار الكابنت قبل التصفية، وتقدر الساحة السياسية بأنه رغم أن الرجلين تحدثا عن الموضوع الأمني فقط، فإن انعقاد اللقاء، مثلما هو أيضاً اللقاء الآخر بين نتنياهو ورئيس لجنة الخارجية والأمن غابي اشكنازي، هو إشارة إلى علاقات ثقة بين الرجلين مما هو كفيل بأن يؤدي إلى ارتباط سياسي لاحق.
ثمة مؤشر آخر يشهد على ما سيأتي، وهو التأييد غير المتحفظ من جانب غانتس للعملية العسكرية والحكومة فور علمية التصفية. وعلى حد قول غانتس، “المخرب بهاء أبو العطا الذي صفي هذه الليلة كان ابن موت. بالضبط مثل أحمد الجعبري رئيس أركان حماس، وكما كل إرهابي ينفذ العمليات الإجرامية ضد مواطني إسرائيل. ومن أجل أمن إسرائيل، على القيادة السياسية والأمنية أن تتخذ أحياناً قرارات صعبة، وهذا قرار صحيح عملياتياً وسياسياً.
وعلى حد قوله: “بودي أن أشدد على أن “أزرق أبيض” برئاستي، سيضع أمن المواطنين دوماً قبل كل شيء.
“جانتس جر”
رغم أن الرجلين فكرا، حتى يوم أمس، بالتعاون في حكومة ضيقة بتأييد من “القائمة المشتركة”، هاجم رئيس الحزب، النائب أيمن عودة، غانتس أمس، وذكره في جملة واحدة مع نتنياهو والحكومة. ففي دعوة للخروج إلى مظاهرة اليسار المتطرف في تل أبيب، قال عودة إن “المظاهرة التي ينظمها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية مهمة؛ تشكل نشاطاً جماهيرياً أول في قلب تل أبيب، والذي سيتسع كلما تواصلت أعمال الاحتلال. كما احتججنا هذا الصباح ضد قرار نتنياهو، نحتج أيضاً ضد موقف غانتس الذي جرّ وراء اليمين بادعاءات “أمنية”. إن أمن عموم مواطني الدولة لن يأتي إلا برفع الحصار عن غزة وإنهاء الاحتلال. إن الحكومة الكاذبة التي لا تكترث لمواطنيها بادرت إلى تصعيد أدى إلى إطلاق مئات الصواريخ على الجنوب والوسط، بل وتجرأت على تسمية هذا عملية أمنية”.