دول أوروبية تعاقب أردوغان بوقف تصدير السلاح إلى تركيا
أعلنت ألمانيا وفرنسا، الأحد، عن وقف تصدير السلاح إلى تركيا على خليفة العملية العسكرية التي تنفذها أنقرة شمالي سوريا منذ الأربعاء الماضي.
وأكد وزير الخارجية الألماني أن بلاده ستوقف تصدير السلاح إلى تركيا، التي أطلقت عملية عسكرية واسعة على شمال شرقي سوريا ضد المقاتلين السوريين الأكراد.
وقل هايكو ماس لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الأسبوعية السبت إنه “على خلفية الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا لن تصدر الحكومة أي تصاريح جديدة لأي أسلحة يمكن لتركيا استخدامها في سوريا”.
وتأتي تصريحات ماس فيما احتشد آلاف الأكراد في مسيرات ضد الهجوم العسكري التركي في عدة مدن بأنحاء ألمانيا. وتضم ألمانيا إحدى أكبر الجاليات الكردية في أوروبا.
كما شهدت كل من النمسا وسويسرا واليونان أيضا مظاهرات كردية ضد الهجوم التركي على سوريا.
من جانبها، أعلنت وزارتا الخارجية والجيوش الفرنسيتان، السبت، أن “فرنسا قررت تعليق أي مشروع لتصدير معدات حربية إلى تركيا يمكن استخدامها في إطار الهجوم في سوريا”.
وأوضحت الوزارتان في بيان أن “مفعول هذا القرار فوري”، لافتتين إلى أن “مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي الذي يجتمع في 14 أكتوبر في لوكسمبورغ، سيكون مناسبة لتنسيق مقاربة أوروبية في هذا الصدد”.
وأضاف البيان أن “فرنسا تكرر إدانتها الشديدة للهجوم الأحادي الجانب الذي تشنه تركيا في شمال شرق سوريا”، منوها إلى أنه “يهدد الجهود الأمنية والهادفة إلى إرساء الاستقرار التي يبذلها التحالف ضد داعش ويؤدي إلى تداعيات إنسانية مهمة، مما يعني أنه يلحق ضررا بأمن الأوروبيين”.
وخلص البيان إلى أن “فرنسا تطلب عقد اجتماع سريع للتحالف ضد تنظيم داعش لمناقشة استمرار جهود التحالف في هذه الظروف”. وسبق أن علنت الحكومة الهولندية تعليق تصدير الأسلحة إلى أنقرة.
وأكد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، أن بريطانيا يساورها “قلق عميق” تجاه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وحثه على إنهاء الهجوم والدخول في حوار.
وقال متحدث بعد الاتصال الهاتفي بينهما: “عبر عن قلق بريطانيا البالغ تجاه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا التي قال إنها قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني هناك وتقوض التقدم الذي أٌحرز ضد داعش”، مشيرا إلى تنظيم داعش.
وتابع المتحدث: “كان رئيس الوزراء واضحا في أن بريطانيا لا يمكنها تأييد العمل العسكري التركي. حث (جونسون) الرئيس على إنهاء الهجوم والدخول في حوار، وقال إن بريطانيا والشركاء الدوليين على أهبة الاستعداد لدعم مفاوضات تفضي لوقف إطلاق النار”.
معارك عنيفة
وتقدمت قوات من جماعات سورية معارضة تدعمها تركيا إلى داخل مدينة رأس العين في شمال شرقي سوريا، السبت، لكن لم يتضح مدى توغلها.
وتقول تركيا إن هذه القوات تمكنت من السيطرة على وسط المدينة بالفعل، بينما نفت قوات سوريا الديمقراطية ذلك وقالت إنها شنت هجوما مضادا.
وخاضت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة، اشتباكات عنيفة في بلدة رأس العين التي دخلها الجنود الأتراك والمقاتلون السوريون الموالون لهم في اليوم الرابع لهجومهم ضد المقاتلين الأكراد.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، واشنطن إلى “تحمل مسؤولياتها الأخلاقية” تجاهها وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران التركي.
في المقابل دان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ عُقد السبت في القاهرة العدوان التركي على الأراضي السورية، وطالبوا بوقفه والانسحاب الفوري للقوات التركية.