ميديا بارت: “العراق ” صرخة شباب مهمش
تحت عنوان: “العراق: صرخة شباب مهمش”، تطرق موقع “ميديا-بارت” الاستقصائي الفرنسي للأحداث التي يشهدها العراق منذ أيام، موضحاً أن المدن العراقية باتت تغلي وتعج بالمتظاهرين رغم القمع الأمني الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص وخلف أكثر من 6 آلاف من المصابين.
وتحدث “ميديا-بارت” عن تحول جديد مع دخول القناصة على الخط منذ يوم الجمعة الماضي، حيث قاموا بقتل المتظاهرين بدم بارد وبطريقة متشابهة عبر إطلاق النار مباشرة على الرأس بعد اختيار الضحايا من بين المحتجين. واللافت -يضيف الموقع الفرنسي- في أحداث العنف هذه هو أنها تشكل استثناء من المواجهات المعتادة بين المذاهب؛ إذ إن ما يحدث حاليا عبارة عن مواجهة بين متظاهرين شبان من الشيعة وبين الحكومة الشيعية التي تدير البلاد.
وتوقف “ميديا-بارت” عند الجدل الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي حول هوية القناصة والجهة التي يتبعون لها؛ فبينما يرى البعض أن قناصة النخبة في الشرطة العراقية هم من قاموا بالاغتيالات، يعتبر آخرون أن الخلايا النائمة “لتنظيم الدولة” هي المسؤولة.
ويواصل الموقع الفرنسي القول إن غالبية أصابع الاتهام تشير إلى مقاتلي الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لإيران والمنتشرين بكثرة في العراق، والذين شوهدوا في السابق يقومون بأعمال مشابهة. الأكيد يقول “ميديا-بارت” هو أنه بدخول القناصة على خط المواجهة يكون العراق قد انزلق فعلا نحو موجة من أعمال العنف تصعب السيطرة عليها.
وبالنسبة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يعتبر “ميديا-بارت” أن الخطأ الفادح الذي تم ارتكابه كان إقالة الجنرال عبد الوهاب الساعدي قائد وحدة محاربة الإرهاب الذي يحظى بشعبية كبيرة بين شباب الشيعة بعد قيادته المعارك ضد “تنظيم الدولة”.
وينقل الموقع الفرنسي عن الباحثة السياسية مريم بن رعد قولها إن إقالة الساعدي كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت المظاهرات. وأيضا ينقل عن الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط خطار أبو دياب، أن العراق يشهد منذ سقوط الرئيس صدام حسين تدهورا للأوضاع المعيشية رغم الثروة النفطية الهائلة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الموقع الفرنسي أن استخدام القوة المفرطة تسبب، هو الآخر، في زيادة غضب الشارع العراقي.
وفي الأخير، ذكّر “ميديا-بارت” بنسبة البطالة في العراق، التي تصل 40%، وبالانقطاعات المتكررة للكهرباء التي تعرفها البلاد مع نقص كبير في المياه خاصة في مناطق الجنوب، علاوة على تأخر صرف رواتب العمال والموظفين شهرا كاملاً أحياناً ويستشري الفساد في أوساط الطبقة السياسية.