الولايات المتحدة تنتظر “خطوات ملموسة” من كوريا الشمالية قبل إجراء محادثات
قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يلتقي بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلا إذا اتخذت بيونجيانج ”خطوات ملموسة“ فيما تواجه الولايات المتحدة انتقادات على موافقتها إجراء محادثات ستمنح كوريا الشمالية شرعية دولية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في إفادة صحفية ”لن يعقد الرئيس الاجتماع دون أن يرى خطوات ملموسة وأفعالا ملموسة من كوريا الشمالية“.
ولم تحدد المتحدثة طبيعة الأفعال التي يتعين على كوريا الشمالية القيام بها لكن تعليقاتها تمثل إشارة إلى أن نهاية الأزمة بين البلدين بسبب برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية ليست وشيكة.
وكثيرا ما قالت الولايات المتحدة إنها تريد أي محادثات تفضي إلى تخلي بيونجيانج عن برنامجها للأسلحة النووية وبرنامجها الصاروخي.
وتنامت آمال حدوث انفراجة مع كوريا الشمالية يوم الخميس عندما قال ترامب إنه مستعد لعقد اجتماع غير مسبوق مع كيم.
وأثار كيم وترامب التوتر حول العالم العام الماضي إذ دخلا في حرب كلامية مما أثار المخاوف من نشوب حرب بعد عام نفذت فيه بيونجيانج سلسلة تجارب بهدف تطوير صاروخ برأس نووي يمكنه ضرب البر الرئيسي الأمريكي في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي.
لكن مؤشرات على هدوء الوضع ظهرت هذا العام مع استئناف المحادثات بين الكوريتين ومشاركة كوريا الشمالية في الأولمبياد الشتوي. واتفقت الكوريتان خلال محادثات في بيونجيانج هذا الأسبوع على عقد أول قمة بينهما منذ عام 2007 وذلك في أواخر أبريل نيسان. وسيعد الجلوس مع كيم مغامرة هي الأكبر في مجال السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي منذ توليه المنصب في يناير كانون الثاني من العام الماضي.
وقال رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونج يوي-يونج للصحفيين في البيت الأبيض بعدما أطلع ترامب على نتائج لقاء مسؤولين من كوريا الجنوبية مع كيم يوم الاثنين إن زعيم كوريا الشمالية تعهد ”بنزع السلاح النووي“ وتعليق التجارب النووية والصاروخية.
وبعد أن تحدث مع تشونج كتب ترامب على تويتر يقول ”يتم التخطيط لاجتماع“. ولم يتم تحديد تاريخ أو مكان لعقد اللقاء بعد لكنه قد يعقد في مايو أيار.
ويخشى مسؤولون وخبراء أمريكيون من أن تسعى كوريا الشمالية لكسب الوقت لتعزيز وتطوير ترسانتها النووية إذا ماطلت في المحادثات مع واشنطن.
* ردود فعل عالمية
ورحب عدد من قادة دول العالم يوم الجمعة باحتمال حدوث انفراجة في الأزمة بعد أن أعلن ترامب استعداده للاجتماع مع كيم.
ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله لترامب هاتفيا يوم الجمعة إنه يقدر رغبته في حل قضية كوريا الشمالية سياسيا.
وأضاف التقرير الإعلامي أن شي قال لترامب هاتفيا إنه يأمل في أن تتمكن كل الأطراف من إظهار حسن النوايا وتجنب الإقدام على أي تصرف قد يؤثر على الوضع الذي يشهد تحسنا في شبه الجزيرة الكورية.
وقال شي إنه ”يأمل في أن تبدأ الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اتصالات وحوارا في أسرع وقت ممكن وبذل كل الجهود للوصول لنتائج إيجابية“.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم الجمعة إن ترامب اتخذ قرار إجراء محادثات مع زعيم كوريا الشمالية من تلقاء نفسه لكن المحادثات ستحتاج ”لبضعة أسابيع“ لترتيبها.
وقال تيلرسون للصحفيين أثناء زيارة لجيبوتي ”إنه قرار اتخذه الرئيس من تلقاء نفسه. تحدثت معه في وقت مبكر اليوم بشأن هذا القرار وأجرينا محادثة جيدة للغاية“.
ورحبت روسيا بما وصفتها بالإشارات الجديدة الإيجابية. وشاركت روسيا لسنوات في المحادثات السداسية الأطراف لحل الأزمة التي كانت تعقد بين الحين والآخر وتضم أيضا الولايات المتحدة والكوريتين واليابان والصين.
لكن الحكومة اليابانية التزمت الحذر في رد فعلها.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه أكد في محادثات هاتفية مع ترامب على ضرورة مواصلة الضغوط على كوريا الشمالية في جميع أنحاء العالم.
وأضاف آبي للصحفيين أنه يأمل في زيارة الولايات المتحدة الشهر المقبل على أقرب تقدير للقاء ترامب ومناقشة ملف كوريا الشمالية وقضايا أخرى.
وتابع ”نرحب بالتغير في موقف كوريا الشمالية… لن تخفف اليابان والولايات المتحدة موقفهما الثابت على مواصلة أقصى الضغوط حتى تتخذ كوريا الشمالية تحركا ملموسا صوب نهاية كاملة ونهائية لتطوير الصواريخ النووية وتكون قابلة للتحقق“.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أنباء عقد اجتماع محتمل أعطت مبررا للشعور بالأمل تجاه الأوضاع في كوريا.
وأضافت ”فيما يتعلق بشمال وجنوب كوريا وأيضا إمكانية عقد اجتماع مع رئيس الولايات المتحدة يمكنك أن ترى أن الموقف الدولي الموحد بما يشمل العقوبات قد يؤدي لبارقة أمل“.
وكان ترامب قال من قبل إنه مستعد للقاء كيم في الوقت المناسب لكنه أشار إلى أن الوقت لم يحن لمثل هذه المحادثات. وسخر الرئيس الأمريكي من تيلرسون في أكتوبر تشرين الأول قائلا إنه ”يهدر وقته“ في محاولة الحديث مع كوريا الشمالية.
وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لم تقدم ”أي تنازلات“ و“كثفت الضغط باستمرار“ على زعيم كوريا الشمالية.
وقال بنس في بيان صادر عن البيت الأبيض إن دعوة كوريا الشمالية للمحادثات ”دليل على أن استراتيجية الرئيس ترامب الخاصة بعزل نظام كيم تحقق نجاحا“.
وقال المتحدث باسم رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، الذي قاد مساعي التهدئة مع كوريا الشمالية خلال الأولمبياد الشتوي، يوم الجمعة إن الرئيس مون يعتقد أن الاجتماع المرتقب بين ترامب وكيم قد يؤدي لتخلي كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية.
وقال مسؤول كوري جنوبي آخر إن ترامب وافق على لقاء كيم دون أي شروط مسبقة.
وقال ترامب في تغريدة مساء الخميس ”تحدث كيم جونج أون مع ممثلي كوريا الجنوبية عن نزع السلاح النووي وليس مجرد التجميد“.
وأضاف ”وكذلك لن تكون هناك تجارب صاروخية في كوريا الشمالية خلال هذه الفترة. تقدم عظيم تحقق لكن العقوبات ستبقى لحين التوصل لاتفاق“.
وتصاعدت حدة التوتر مع كوريا الشمالية إلى ذروتها العام الماضي إذ هددت إدارة ترامب بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك الخيارات العسكرية عند التعامل مع بيونجيانج التي تواصل برنامجها للأسلحة في تحد لعقوبات دولية أكثر صرامة.