ترامب يهدد أوروبا بإطلاق معتقلي داعش عند حدودها إذا لم تُعيدهم لبلادهم
جدَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهديدَه بالتخلص من السجناء من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وإعادتهم إلى الدول الأوروبية التي جاؤوا منها، قائلاً إن الولايات المتحدة قد تتركهم عند الحدود، والأوربيون «سيكونون (مضطرين) للقبض عليهم ثانية» .
وجاء ذلك خلال حديث الرئيس الأمريكي للمراسلين وإلى جواره رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في البيت الأبيض، بحسب ما ذكرته صحيفة New York Post الأمريكية.
وقال ترامب: «لقد هزمت الخلافة. عندما تولَّيت منصبي كانت الخلافة في كل مكان، هزمت الخلافة، أو داعش، والآن لدينا آلاف من أسرى الحرب، مقاتلو داعش أصبحوا أسرى حرب، ونطلب من الدول التي جاؤوا منها، من أوروبا، استعادة أسرى الحرب هؤلاء» .
واستكمل ترامب: «حتى الآن يرفضون، وعند نقطة ما سأضطر لأن أقول أنا آسف، إما أن تستردوهم أو سأطلق سراحهم عند حدودكم. وإذا لم يستعيدوهم فإننا على الأغلب سنتركهم عند الحدود، وسوف يضطرون عندها إلى إلقاء القبض عليهم ثانية» .
آلاف المعتقلين من داعش
وأشاد ترامب بزيادة الإنفاق العسكري في عهده، قبل أن ينتقل إلى مسألة السجناء الذين قبضت عليهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في الحرب ضد تنظيم «داعش»، الذي أعلن الخلافة في مناطق واسعة من العراق وسوريا.
وقال ترامب: «لقد جاؤوا من ألمانيا، وجاؤوا من فرنسا، لن تستمرَّ الولايات المتحدة في إيواء الآلاف والآلاف ممن اعتقلناهم، وتُبقيهم في معتقل غوانتانامو طوال الخمسين عاماً المقبلة، وتنفق المليارات والمليارات من الدولارات» .
وأضاف: «لقد قدَّمنا لأوروبا معروفاً جماً. غالبيتهم (المعتقلون) تقريباً من أوروبا، عليهم إذاً أن يتخذوا قراراً، وإلا سنُطلقهم عند الحدود» .
وكانت تصريحات الرئيس تكرراً لتعليقات أدلى بها في أبريل/نيسان الماضي، وكرَّرها في الشهر الماضي، لكنه لم يكن واضحاً بشأن ما إذا كانت هناك خطة زمنية لتوقيت نقل المعتقلين.
وأسرت قوات «سوريا الديمقراطية»، وهي مجموعة من الأكراد تدعمها أمريكا، حوالي 9 آلاف مقاتل من «داعش» . وليس هناك تعداد للمحتجزين من أوروبا والدول الأخرى خارج المنطقة.
ودعا مسؤولون من بضع دول أوروبية لتجريد المنتمين لـ «داعش» من جوازات السفر، ومن بين هذه الدول: الدنمارك، وسويسرا، وبريطانيا.
هجمات جديدة لداعش
وكان زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، قال في تسجيل منسوب له يوم الإثنين الماضي 16 سبتمبر 2019، إن ما سمَّاها «العمليات اليومية» التي تستهدف أعداء التنظيم الإرهابي مستمرة، داعياً أنصارَه إلى إنقاذ مقاتليه المسجونين.
ودعا البغدادي إلى «استهداف رجال الأمن والمحققين والقضاة في السجون»، التي يقبع بها عناصر «داعش»، من أجل إخراجهم منها، وقال: «السجون السجون يا جنود الخلافة، إخوانكم وأخواتكم جدّوا في استنقاذهم ودكّ الأسوار المكبلة لهم، فكوا العاني (…) واقعدوا لجزاريهم من المحققين وقضاة التحقيق ومن آذاهم» .
وبدأ «داعش» مؤخراً شنَّ مزيد من الهجمات التي تستهدف الحواجز الأمنية والأرتال العسكرية، خصوصاً في المناطق المحصورة بين محافظات ديالى (شرق)، وصلاح الدين وكركوك (شمال).
وعاد التنظيم تدريجياً إلى أسلوبه القديم في شنِّ هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، والتي كان يتبعها قبل 2014.
ورغم الإعلان الرسمي عن هزيمة تنظيم «داعش» نهاية عام 2017، بعد سيطرته على نحو ثلث العراق وسوريا صيف عام 2014، فإن القادة العسكريين العراقيين يؤكدون أن التنظيم يمتلك خلايا نائمة تعمل بشكل فردي في المناطق التي جرى تحريرها.
وكان تقرير سابق صادر عن مركز دراسات الحرب الأمريكي، قد حذَّر من أن تنظيم «داعش» لم يُهزم، ويستعد للعودة مجدداً وعلى نحو «أشد خطورة»، رغم خسارته للأراضي التي أعلن عليها إقامة ما يسمى «دولة الخلافة» في سوريا والعراق.
وقال التقرير، المؤلف من 76 صفحة، إن التنظيم اليوم أقوى من سلفه «القاعدة» بالعراق في عام 2011 حين بدأ يضعف.
وأشار إلى أن تنظيم «القاعدة» في العراق كان لديه ما بين 700 وألف مسلح آنذاك، في حين كان لدى «داعش» ما يصل إلى 30 ألف مسلح بالعراق وسوريا، في أغسطس 2018، وفقاً لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية.