وول ستريت جورنال: معلومات استخباراتية أمريكية للسعودية عن مكان انطلاق الهجمات
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن المسؤولين الأمريكيين نقلوا إلى السعودية معلومات تكشف عن مكان انطلاق الهجمات على مصافي النفط في أبقيق وخريص.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقديرات مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين حددت إيران كمسرح لانطلاق الهجمات التي أصابت المنشآت النفطية السعودية في وقت تدرس واشنطن والمملكة طرق الرد على الهجوم. وجاء التقييم الذي لم تكشف عنه الولايات المتحدة في وقت عبر الرئيس دونالد ترامب عن أمله في تجنب المواجهة مع إيران، وفي وقت طلبت السعودية من خبراء الأمم المتحدة تحديد المسؤول عن الغارات.
وأدى الهجوم إلى ارتفاع سعر خام برنت الذي يعد المعيار الدولي لأسعار النفط الخام بنسبة 15%، أي 69.02 دولارا للبرميل الواحد. وتمثل أسعار النفط تهديدا جديدا على الاقتصاد العالمي في ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، رغم تعهد الأخيرة والسعودية بالتأكد من توفر النفط الكافي في السوق العالمي.
وتقول الصحيفة نقلا عن مصادرة مطلعة إن المسؤولين الأمريكيين شاركوا السعوديين بتقارير أمنية عن الهجمات وكيفية تنفيذها، إذ قالوا إن إيران أطلقت 20 طائرة مسيرة وأكثر من عشرة صواريخ باتجاه المنشآت النفطية السعودية. إلا أن المسؤولين السعوديين قالوا إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لإثبات أن الهجوم انطلق من إيران، مشيرين إلى أن المعلومات لم تكن قاطعة. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم يخططون لتقديم معلومات جديدة للسعوديين في الأيام القليلة القادمة.
وبحسب مسؤولين غربيين، فستجد الولايات المتحدة صعوبة في تعبئة المنطقة لرد موحد طالما لم تتوصل السعودية إلى نفس الرأي القاطع عن دور إيران في الهجمات.
وكانت السعودية قد قدمت يوم الإثنين أول موقف لها من الهجمات عندما قالت إن الأسلحة التي استخدمت في الهجوم إيرانية، ورفضت مزاعم الحوثيين بمسؤوليتهم عنه. وفي واشنطن، قدم الرئيس ترامب تصريحات تصالحية تجاه إيران. وبعد تغريدته التي قال فيها إن أمريكا جاهزة للرد، عاد الرئيس الجمهوري ليقول إنه راغب في تجنب الحرب مع إيران.
وقال للصحافيين في مكتبه البيضاوي: “هل أريد حربا؟”، مجيبا: “لا أريد حربا مع أحد”، مضيفا أن الدبلوماسية “لن تستنفد حتى آخر 12 ثانية”. وقال ترامب إن بومبيو والمسؤولين في إدارته سيسافرون إلى السعودية قريبا. وبعد النظر في معلومات إدارة ترامب، قالت السعودية إنها ستطلب من الأمم المتحدة التحقيق والانتظار قبل اتخاذ الرد.
وطلب المسؤولون الأمريكيون من أعضاء لجنة الخبراء بشأن اليمن، التي تحقق في منشأ الأسلحة التي تستخدم في النزاع، السفر إلى السعودية في أسرع وقت. وفي الأمم المتحدة، قالت سفيرة الولايات المتحدة كيلي غرافت لمجلس الأمن الدولي: “هناك أدلة بارزة تظهر أن المسؤولية تشير إلى إيران”. ولم تتهم بريطانيا إيران بالمسؤولية، قائلة إنها تقوم بتقييم الأمر.
وتضيف الصحيفة أن المسؤولين السعوديين والأمريكيين منقسمون حول طريقة الرد، فهناك من يريد ضرب إيران، فيما يخشى آخرون من توسع المواجهة العسكرية في المنطقة. وتركت الهجمات التي استخدمت فيها صواريخ وطائرات مسيرة السعودية في حالة من الغضب، وتحاول الحد من تداعياتها على صناعة النفط. وتفكر السعودية بتأجيل عملية طرح شركة أرامكو في السوق العام.
وقوضت الهجمات الجهود الرامية لعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وقال روحاني إن الهجوم هو فعل للدفاع عن النفس قام به الحوثيون، فـ”كل يوم يقصف فيه اليمن ويموت المدنيون الأبرياء”. وقال: “عندما يعود الأمن في اليمن فسيتم إنتاج النفط بشكل آمن في السعودية”.
وترى الصحيفة أن الهجمات تمثل امتحانا للعلاقات الأمريكية-السعودية، خاصة الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان الذي حول سياسة بلاده باتجاه المواجهة مع إيران. والتقى ترامب مع مسؤولي الأمن القومي من أجل مناقشة الهجمات. وناقش ترامب مع وزير الدفاع مارك إسبر والقائم بأعمال مستشار الأمن القومي تشارلس كبرمان إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، لكن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وقال ترامب يوم الإثنين إنه لا يفكر بخيارات عسكرية، وإنه يتوقع من السعودية لعب دور مركزي في الرد. ويرى روبرت مالي، مدير مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، أن كلا من ترامب ومحمد بن سلمان يشعران بالحاجة للرد، لكنهما لا يريدان الحرب، و”السؤال كيف يستطيعان التوصل إلى الحل الأخير بدون استفزازيؤدي إلى مواجهة؟”. وعملت الولايات المتحدة ولعقود على تقديم الأمن لدول الخليج، ولهذا يتوقع المراقبون أن توكل السعودية أمريكا بالرد.