هل تنازل لبيد يمنح أزرق أبيض الفرصة لإسقاط حكم الليكود؟
إن جنون وضع الكاميرات في الصناديق الذي يقوده الليكود برئاسة نتنياهو يخدم هدفين رئيسيين لرئيس الحكومة: حرف الأنظار عن قضايا مهمة أكثر بالنسبة إلى الانتخابات، وسلوكه في معظم قضاياه، والأهم من ذلك خلق الشعور بحالة طوارئ في أوساط مصوتيه وكأن شخصاً ما سيسرق منهم الانتخابات. هكذا يمكن زيادة نسبة التصويت لقاعدته الانتخابية، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية.
هذه العملية قد تنجح، لذلك يثور سؤال كيف يمكن لـ”أزرق أبيض” خلق الشعور بحالة طوارئ. وصف متكرر لفساد نتنياهو، هذا جيد. الحديث عن تصفية حراس العتبة وهدم مؤسسات الحكم، هذا مهم. ولكن هذا الأمر يفعله “أزرق أبيض” منذ تشكيله. وأدى إلى هذا التعادل في صناديق الاقتراع. مطلوب أمر آخر يبث الشعور بحالة الطوارئ.
إن وقف ملاحقة الأحزاب الأصولية -والموضوع في جيب نتنياهو- هو خطوة أولى يمكنها وقف انجرار مصوتين نحو افيغدور ليبرمان، وهذا لا يكفي. في “أزرق أبيض” نشرت مؤخراً استطلاعات جاء فيها أن التنازل عن التناوب بين بني غانتس ويئير لبيد يساوي زيادة 3 – 4 مقاعد، التي جزء منها سيأتي من اليمين ومن أجزاء من كتلة اليسار – وسط.
إعلان لبيد بأنه يتنازل عن نصيبه في التناوب من أجل تحسين احتمالات حزبه بالفوز بالحكم قد يبث الشعور بحالة الطوارئ. يتفاخر “أزرق أبيض” بوضع إسرائيل قبل أي شيء آخر، حتى قبل الطموحات الشخصية. التناوب مكن من ضم غانتس ولبيد، وضم غابي أشكنازي، لكن المنطق الذي سمح بخلق البديل للحكم لا يكفي من أجل الفوز بالحكم. مطلوب عملية إضافية مقرونة بالتنازل عن التناوب. ثمة ادعاء ضد غانتس لا تمكنه من أن يكون رئيس الحكومة، وهو افتقاره إلى التجربة. تجربته السياسية قصيرة، ولم يشغل في أي يوم منصب وزير.
التناوب يعزز هذه الإشكالية؛ لأنها تقول إذا كان “أزرق أبيض” سيشكل الحكومة المقبلة فإن غانتس سيستثمر سنتين في تعلم المنصب، وفي اللحظة التي يراكم فيها ما يكفي من التجربة سيضطر إلى إخلاء مكانه للبيد. هكذا سنحصل على رئيسي حكومة لفترة قصيرة، حيث لا يمكن لأحدهما أن يكون فاعلاً في هذا المنصب.
المنطق والفائدة من التنازل عن التناوب واضحين. غانتس يستجيب لتفاخر “أزرق أبيض” بأنه قد جلب المنطق والتعاون للسياسة، وأنه يحترم الاتفاق مع لبيد حول التناوب. هذا جميل، لكنه هو ما يفصل بينه وبين رئاسة الحكومة. جلب لبيد لـ “أزرق أبيض” ثلاثة أمور ثمينة: حزب نشط وفعال، وتجربة سياسية وأخرى إعلامية عالية. في المقابل، يطلب تناوباً قصيراً كرئيس للحكومة.
ولكن يجب على لبيد الاختيار بين “الاحتمال القليل نسبياً”، وهو أن يشكل “أزرق أبيض “الحكومة المقبلة بدون الليكود، ويكون رئيساً للحكومة في جزء من سنوات التناوب (وهو احتمال ضئيل)، وبين “التنازل عن التناوب” وزيادة احتمالية أن يحصل “أزرق أبيض” على التفويض لتشكيل الحكومة.
التنازل عن التناوب سيظهر أن لبيد يعرف أهمية هذه اللحظة. يجب أن يتعلم لبيد من آيزنكوت، الذي وصل إلى خط النهاية لرئاسة الأركان وأعلن بأنه يتنازل للمرشح الثاني، لأنه لم ينضج بعد. المرشح الثاني هو غانتس. هذا لم يمنع آيزنكوت من أن يعيّن بعد ذلك رئيساً للأركان.
التنازل عن التناوب سيعزز السبب الوحيد لإقامة “أزرق أبيض”: الحاجة إلى إسقاط حكم الليكود وحكم نتنياهو.