واشنطن عرضت ملايين الدولارات على قبطان ناقلة نفط إيرانية ليوقفها بدولة مقربة لها
اعترفت أمريكا بعرضها ملايين الدولارات على قبطان ناقلات نفط إيرانية مقابل تسليمهم الناقلات لدولة يمكن أن تنوب عن الولايات المتحدة في احتجازها.
جاء هذا الاعتراف رداً على سؤال لقناة «الجزيرة» لمسؤول بالخارجية الأمريكية ما إذا كانت واشنطن قامت بذلك فعلاً. و أكد المسؤول في الخارجية الأمريكية أن المعطيات التي أوردها مقال نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية عن هذه الاتصالات دقيقة، مضيفاً أن السلطات الأمريكية حذرت العديد من قباطنة السفن وكذلك شركات الشحن من عواقب تقديم الدعم لمنظمة إرهابية أجنبية.
وكانت صحيفة «فايننشيال تايمز» قالت إن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إيران قدّم عرضاً بملايين الدولارات للقبطان الهندي أخليش كومار، بالبريد الإلكتروني، ليتوجه إلى بلد يمكن للولايات المتحدة الاستيلاء فيها على الناقلة بعد إطلاق سلطات جبل طارق سراحها الشهر الماضي.
وقال الوكيل إن برايان هوك أكد أن المعلومات التي جاءت في صحيفة فايننشيال تايمز دقيقة وصحيحة.
الإدراج في قائمة الإرهاب
وأدرجت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، شبكة «للنفط مقابل الإرهاب» تضم شركات وسفناً وأفراداً على قائمة سوداء، بزعم أنها تتلقى توجيهات من الحرس الثوري الإيراني لإمداد سوريا بنفط قيمته مئات الملايين من الدولارات في انتهاك للعقوبات الأمريكية.
وقال برايان هوك، المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية المكلف بالملف الإيراني، إن واشنطن أصدرت أيضاً نشرة جديدة عن الشحن الدولي تشير إلى أن الحرس الثوري يستخدم «ممارسات خادعة» لانتهاك العقوبات الأمريكية على مبيعات النفط الإيراني، وتقول إن مَن يدخلون في معاملات مع الكيانات المدرجة على القائمة السوداء «أصبحوا الآن معرضين للعقوبات الأمريكية».
كما أعلن هوك عن جائزة أمريكية بقيمة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات تعرقل العمليات المالية للحرس الثوري وفيلق القدس، ذراعه شبه العسكرية المكلفة بالعمليات الخارجية.
وتكثف هذه الخطوات حملة «الضغوط القصوى» الأمريكية بهدف وقف صادرات إيران النفطية التي تمثل مصدر الدخل الرئيسي لها. ومن المرجح أن تزيد الخطوة من التوتر الناجم عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن من بين الأفراد العشرة المدرجة أسماؤهم على القائمة السوداء، الأربعاء، رستم قاسمي وزير النفط الإيراني السابق وابنه.
وأضافت أن الخطوة استهدفت أيضاً شركات تابعة لشركة هندية تملك حصة في الناقلة الإيرانية «أدريان داريا» التي تجوب مياه البحر المتوسط منذ أن أفرجت سلطات جبل طارق عنها في يوليو/تموز الماضي.
وجمّد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة أي أصول للكيانات المعنية داخل الولايات المتحدة وحظر على أي مواطن أمريكي أو شركة أمريكية التعامل معها بشكل عام.
فيلق القدس وجماعة حزب الله حققا أرباحاً طائلة
وذكرت الوزارة أن فيلق القدس وجماعة حزب الله اللبنانية حققا مكاسب مالية من خلال نقل النفط والمنتجات البترولية الإيرانية إلى سوريا في الأغلب، وأن هذه الإمدادات كانت بقيمة أكثر من 750 مليون دولار خلال فصل الربيع فحسب.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في البيان: «من يشترِ النفط الإيراني يدعم بشكل مباشر فيلق القدس ذراع التشدد والإرهاب التابعة للحرس الثوري الإيراني».
وقال مسؤولون أمريكيون إن فيلق القدس يتخذ من الشبكة ستاراً لمشاركته في بيع النفط إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد و «لاعبين غير شرعيين» آخرين، ويعتمد كثيراً على مسؤولي حزب الله وشركات واجهة للوساطة في العقود.
وقال سيجال مانداكر، وهو مسؤول كبير بوزارة الخزانة يشرف على العقوبات: «تشير شبكة الشحن الواسعة هذه للنفط مقابل الإرهاب إلى حجم اعتماد طهران على فيلق القدس التابع للحرس الثوري وحزب الله بصفتهما شرايين حياة لجذب المال».
ويقول مسؤولون أمريكيون إن قاسمي، وهو جنرال سابق في الحرس الثوري تولى منصب وزير النفط في الفترة من 2011 إلى 2013 وفرضت عليه عقوبات أمريكية أخرى عام 2010، أدار الشبكة تحت إشراف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي يعد مسؤولاً مسؤولية مباشرة أمام الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن من بين المستهدفين مرتضى ابن قاسمي، ومسؤولاً لبنانياً في مجال إنفاذ القانون يدعى شمس الله أسدي ساعد في ترتيب أمر الناقلات.
وأضافوا أن لبنانياً آخر يُدعى علي قصير أشرف على الأمور المالية للشبكة، بما في ذلك التفاوض على أسعار البيع وعمل مع أسدي على تسهيل شحنة نفط على متن الناقلة أدريان داريا. ولم يُعرف إن كانت هذه الشحنة هي الموجودة حالياً على متن الناقلة.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن 11 ناقلة يملك الأفراد المستهدفون بالعقوبات حصصاً فيها أُدرجت على القائمة السوداء.
وقال هوك: «حاولت السفن المرتبطة بشبكة الشحن نقل النفط الإيراني على أنه نفط عراقي»، مضيفاً أن فيلق القدس استخدم وثائق مزورة لإخفاء أصول الشحنات وجعل السفن تغلق أجهزة الإرسال لإخفاء مواقعها.