إنتربرتر: توسيع إسرائيل حملة الاستنزاف الجوية في سوريا والعراق ولبنان فيه مخاطر ومنافع غير واضحة
في تقرير نشره موقع “ذا إنتربرتر”، التابع لمركز “لولي” الذي أنشأه الإسرائيلي – الأسترالي فرانك لوي، ومقره سيدني في أستراليا، حلل روجر شانهان دلالات الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا وإيران وأخيرا لبنان.
وقال شانهان في التقرير إن إسرائيل بدأت حرب استنزاف جوية ضد إيران والجماعات المرتبطة بها، حين قامت بسلسلة من العمليات الجوية ضد ما قالت إنها أهداف إيرانية في سوريا.
وقال إن الخطوط الحمر الإسرائيلية تقوم على معاقبة أي نشاط إيراني قريب من الحدود مع إسرائيل، وكذا استهداف أي نشاط لحزب الله أو جماعة مرتبطة بإيران، بالإضافة لمنع نقل السلاح الإيراني عبر سوريا إلى لبنان، إذ يتم تدميرها بغارات جوية إسرائيلية. إلا أن قواعد اللعبة على ما يبدو تتغير بحسب ما يقول، مشيرا إلى التقارير الأمريكية التي تحدثت عن استهداف إسرائيل موقعا للحشد الشعبي في العراق.
ولم يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقارير عن الهجمات على مواقع في العراق ولكنه لم ينكرها أيضا. ويلاحظ الكاتب أن إيران لم ترد على أي من الغارات ضدها أو تلك التي استهدفت وكلاءها. فقواعد اللعبة لإيران في سوريا واضحة لأن الهدف ليس مواجهة إسرائيل بل التأكد من قدرة النظام على استعادة ما خسره خلال الحرب الأهلية.
ولكن الأفعال خارج اللعبة السورية تقتضي ردا إيرانيا إلا إذا كانت طهران ضعيفة. والسبت، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن هجمات ضد ما أسمتها “طائرات مسيرة قاتلة” قرب دمشق، وبعد ذلك بساعات انفجرت طائرتان مسيرتان في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله في بيروت. كل هذه النشاطات الإسرائيلية تتساوق مع تقارير أخرى قالت إن غارات أخرى قتلت ستة من المقاتلين المؤيدين لإيران قرب الحدود العراقية – السورية.
ويرى الكاتب أن غارات إسرائيل على العراق تترك آثارا خطيرة محتملة؛ فقد تشعر بغداد بالحاجة إلى تقييد الوجود الأمريكي في العراق أو التساؤل حول جدواه. وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، واضحا في موقفه.
وربما توصلت إيران لنتيجة أن وجودها جنوبي سوريا، الذي يعطيها منفذا سهلا لجماعتها الوكيلة في لبنان ولكنه يسمح لإسرائيل بالضغط عليها، لا يستحق الثمن الذي باتت تدفعه، ولهذا قد تقرر نقل عملياتها من الجنوب إلى الشمال بعيدا عن عيون إسرائيل. ومهما كان الوضع الذي ستتبناه إيران، فتوسيع الحملة الجوية الإسرائيلية إلى العراق يزيد من الكلفة المحتملة على أعداء إسرائيل وأصدقائها وبمنافع غير واضحة لإسرائيل نفسها.