هولاند: فرنسا كانت مصممة علي التدخل العسكري في سوريا عام 2013
قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في تصريح لفرانس24 خلال حفل إطلاقه جمعية “موسكا” الإنسانية بباريس، إنه يتحمل جزءا من المسؤولية لما آلت إليه الأمور في سوريا وذلك لعدم التدخل عسكريا خلال 2013، والاكتفاء بالمفاوضات السياسية، عقب استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في عدد من مناطق ريف دمشق. مؤكدا على “مسؤولية” باراك أوباما وديفيد كاميرون كذلك، وضرورة الضغط اليوم على روسيا باعتبارها “الداعم الرئيسي للنظام السوري”.
أكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في تصريح لفرانس24 محاولات بلاده الكثيرة لإيجاد حل للملف السوري منذ بدء الصراع قبل نحو سبع سنوات، عبر إقناع مجلس الأمن وشركاء فرنسا الدوليين بالتصويت لقرار يتعلق بوقف الأعمال العدائية في سوريا… “لكنها (فرنسا) لم تنجح لحد الآن”.
وخلال حفل إطلاقه جمعية “موسكا” الإنسانية بباريس الجمعة، مجيبا عن سؤال لفرانس24 حول أسباب هذا “الفشل” وهل يتحمل جزءا من المسؤولية على اعتبار أنه كان رئيسا لفرنسا لخمس سنوات، قال هولاند “هناك مسؤولية لعدم اتخاذ قرار في شهر آب/أغسطس 2013 على الرغم من الدلائل على استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيماوي، ولعدم التحرك إلا على مستوى المفاوضات من أجل تدمير السلاح الكيماوي الموجود في سوريا”. مضيفا أنها كانت “إشارة سيئة لأننا بذلك تركنا للنظام السوري القدرة على استخدام السلاح الكيماوي وقصف المدنيين مجددا”.
كذلك بريطانيا والولايات المتحدة المسؤولية حيث قال “لم أتمكن من التحرك بمفردي باسم فرنسا، كان يجب عليّ القيام بذلك كتحالف والحصول على دعم الأمم المتحدة. فرنسا كانت جاهزة وحاضرة ومصممة. كنت واثقا بالحاجة إلى التدخل، ولكن لا يمكنني القيام بذلك وحدي”. مضيفا “عسكريا كان يمكننا التدخل بمفردنا لكن سياسيا، لا يمكن ترك فرنسا تقوم بهذا التدخل وحدها. لذلك آسف لتصرف المملكة المتحدة لأن ديفيد كاميرون لم يحصل على التصريح للقيام بضربات في سوريا من قبل مجلس العموم البريطاني. والأمر ذاته أيضا بالنسبة لباراك أوباما الذي أراد كسب الوقت من أجل المفاوضات لكن ذلك لم يؤد إلى أي ضربات”.
ويذكر أن فرانسوا هولاند أراد أن يتدخل في سوريا في 2013 بعد سنتين من اندلاع الحرب فيها، لكنه تراجع عن توجيه الضربات بسبب رفض الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما تأييده.
أما عن دور روسيا في الملف السوري قال هولاند “إن على روسيا مسؤولية خاصة لأنها الداعم الرئيس لنظام بشار الأسد ولأنها نظمت محادثات ولقاءات للتوصل إلى حل سياسي”. مؤكدا أن “الضغط يجب أن يكون على روسيا” بشكل خاص.
ويشارك فرانسوا هولاند منذ نهاية ولايته الرئاسية الأولى والوحيدة في 2017، في الكثير من الأعمال الإنسانية عبر مؤسسته “فرنسا تلتزم”، التي تعنى بالمشاريع التي تعزز المبادرات الاجتماعية القائمة على الابتكار والتربية والتعليم ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا الإطار، شارك الجمعة في حفل إطلاق جمعية “موسكا” الإنسانية التي أسسها أطباء فرنسيون وناشطون في المجال الإنساني تعنى بتقديم المساعدات الطبية وبناء المدارس في مناطق بالشرق الأوسط وسوريا وكردستان وإفريقيا.
وعن ذلك يقول رئيس الجمعية الطبيب والمستشار السابق في بلدية الدائرة الحادية عشرة عن الحزب الاشتراكي آلان أموني “إن إطلاق هذه الجمعية كان بهدف تقديم المساعدة والدعم لسكان هذه المناطق الذين يعيشون في ظروف صعبة جدا”. مضيفا أن “حضور فرانسوا هولاند لهذه الفعالية وتزكيته للجمعية هو بسبب تقاسمه المبادئ الإنسانية نفسها”.