انفاق حزب الله رسالة إلي مقاتلين داخل العمق الإسرائيلي بهدف اختطاف رهائن أو الاستيلاء على مناطق إسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر ستة أنفاق عابرة للحدود مع لبنان أقامها حزب الله بين شهري ديسمبر ويناير الماضيين يربط أكبرها بين بلدة زاريت في عمق الأراضي المحتلة وبلدة الرمية جنوب لبنان. منذ اكتشاف الأنفاق أغلق الجيش الإسرائيلي بلدة زاريت المحاذية للحدود اللبنانية ووضع نقاط تفتيش للوفود المسموح لها بدخول المنطقة.
وغير بعيد من نقطة التفتيش الأخيرة؛ يقع مدخل النفق الأكثر تطورا مثبتا على صخرة فوق إحدى التلال الواقعة في بلدة زاريت. يقول الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف الأنفاق الستة خلال عملية عسكرية موسعة أطلق عليها اسم “درع الشمال” نفذها بين شهري ديسمبر ويناير الماضيين. وقد دمر الجيش كافة الأنفاق باستثناء النفق الأكبر الذي ترك ليكون واجهة السياسة الدفاعية للجيش الإسرائيلي.
وتنقل صحيفة “لاكروا” الفرنسية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى توضحيه أن عمق النفق يبلغ عدة أمتار وكان يستخدم بالفعل من قبل حزب الله. ويصيف المسؤول الإسرائيلي أن بناءه قد يكون تم من طرف مجموعة صغيرة تضم 12 شخصاً من مقاتلي التنظيم لجأوا لحفره عميقا تجنبا لسماع أصوات آلات الحفر.
داخل النفق وعلى بعد 80 مترا تحت الأرض ما تزال التوصيلات الكهربائية وأجهزة الاتصال ممتزجة بالطين المتسرب من سقف النفق. وقد تم حفر الجدران عبر أسطوانات حفر ضخمة يتم تثبيتها على الصخور. ويقول بيان صادر في شهر مايو الماضي عن الجيش الإسرائيلي إن البنية التحتية للنفق تم تركيبها بعناية كي تسمح للمقاتلين بالبقاء طويلاً داخل النفق والتنقل داخله بفعالية كبيرة.
ويقول مسؤول إسرائيلي، لصحيفة “لاكروا” دائماً، إن حزب الله يريد إثبات قدرته كجيش نظامي ويسعى من خلال هذه الأنفاق إلى إرسال مقاتلين في حال نشوب حرب؛ داخل العمق الإسرائيلي من أجل اختطاف رهائن أو الاستيلاء على مناطق إسرائيلية. كما أن إقامة هذه الأنفاق يأتي في إطار الدعم الذي يقدمه حزب الله للفلسطينيين “مثل الأنفاق التي كانت موجودة على الشريط الحدودي مع مصر بهدف فك العزلة عن قطاع غزة” ضمن منطق المقاومة الإسلامية لإسرائيل بحسب أوريلي داهير مؤلف كتاب حزب الله التعبئة والقوة.
وتتابع صحيفة ”لاكروا” التصريح أنه يصعب اكتشاف مدخل النفق بحكم طبيعة التضاريس المحيطة به، حيث يقول مسؤول إسرائيلي إن تطوير تقنية قادرة على تحديد مكان النفق تطلب الكثير من الوقت.
وعلى الجانب الآخر من الحدود يقع مدخل النفق في بلدة الرامية حيث تتهم إسرائيل حزب الله بالعمل منها تحت غطاء أنشطة مدنية وخاصة منظمة “خضرة بلا حدود”، وهي التهمة التي نفتها عدة مرات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان.
لكن إسرائيل دعت البعثة بعد اكتشاف الأنفاق إلى زيارتها والاطلاع على خرق حزب الله للاتفاق المتعلق باحترام الحدود في منطقة الخط الأزرق. وفي بيان صادر عنها دعت البعثة الأممية الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضمن مسؤوليتها في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي وضع حدا للحرب عام 2006.
ولم يعلق حزب الله على عملية درع الشمال ونتائجها وهي سياسة يتبناها حزب الله في مثل هذه المواقف. حيث تقول منسقة الدراسات حول السلام في جامعة باريس ل“لاكروا” دوفين، إن حزب الله دأب على عدم التعليق إذا لم يكن مجبراً على فعل ذلك ويلجأ عادة إلى التقوقع خلف الصمت الاستراتيجي الذي لا يعني أنه يواجه صعوبات بل قد يكون يفكر في وسائل أخرى للتصرف.