عالمة فلك لدى “ناسا” تكشف عن معلومات حول الثقب الأسود
كشفت البروفسورة فريال أوزال، عالمة الفلك التركية الوحيدة لدى إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، عن معلومات متعلقة بظاهرة “الثقب الأسود” الذي تم التقاط أول صورة له قبل أشهر.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، تمكن علماء فلك من التقاط أول صورة على الإطلاق للثقب الأسود الذي يقع في مجرة بعيدة.
وتبلغ مساحة الثقب 40 مليار كيلومترمربع، أي ضعف حجم الأرض بثلاثة ملايين مرة، وقد شبهه العلماء بـ”الوحش”، ويبعد 500 كوادريليون كيلومتر عن الأرض (كوادريليون = مليون تريليون).
وكانت “أوزال” عالمة الفلك التركية الوحيدة ضمن فريق العلماء الذي التقط صورة الثقب الأسود، المكون من 200 عالم من جنسيات مختلفة.
وتواصل العالمة التركية حاليا أبحاثها حول الثقوب السوداء، والنجوم النيوترونية والفيزياء الفلكية النظرية، كما أنها ترأس كلا من لجنة الفيزياء النظرية، وفريق تلسكوب الفضاء لعلوم وتقنيات الفضاء لدى “ناسا”، ومجلس علوم تلسكوب أفق الفضاء، ورئاسة مجموعة عمل النمذجة والتحليل.
وعام 2013، اختيرت العالمة التركية عضوا في أكاديمية العلوم التركية، وبحلول 2015، تم منح العضوية الفخرية لها بسبب نجاحاتها في مجال الفيزياء الفلكية.
كما نالت “أوزال” العديد من الجوائز الدولية والأمريكية في مجال عملها، واستطاعت تسجيل اسمها ضمن قائمة “الأفكار الكبيرة” التي تضم 20 من أشهر علماء العالم، مثل الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين، والرياضي جون نيش.
وقالت “أوزال” إنها تجري أبحاثا حول الثقوب السوداء منذ ما يقارب 20 عاما.
وأضافت أنه تم العثور على الثقب الأسود في مجرة تسمى “إم 87”، وتم نشر الخبر بشكل متزامن في مؤتمرات صحافية في كل من واشنطن وبروكسل وسانتياغو وشنغهاي وتايبه وطوكيو.
وأوضحت أن أولى البيانات التي حصلوا عليها من الفضاء في هذا الخصوص كانت عام 2017، فيما استطاعوا رؤية أول صورة للثقب الأسود في أغسطس/ آب 2018.
وتابعت: “العلماء يرغبون في مشاركة ما يكتشفونه في أول فرصة، إلا أننا انتظرنا حتى أبريل/نيسان 2019، كي نتأكد من البيانات التي حصلنا عليها، ونقوم بتحضير الصور المناسبة. لقد حافظنا على هذا السر بصعوبة حتى نشاركها”.
وأشارت إلى أن أكثر من 4 مليارات شخص حول العالم شاهدوا أول صورة للثقب عبر وسائل الإعلام، معربة عن سعادتهم إزاء هذا.
وأفادت أنهم بعد النجاح في التقاط أول صورة للثقب الأسود، يعملون الآن على معرفة خصائص الثقوب السوداء حول الكون، والتي تصفها بـ”أغرب أجسام الكون”.
وشددت على أن التقاط صورة للثقب الأسود، هو بداية الطريق لاكتشافات أكبر وجمع بيانات أكثر حول الثقوب السوداء والكون.
وفيما يخص الصورة الملتقطة قالت “أوزال”: “هناك فراغ أسود وسط الثقب يختفي فيه الضوء. يحيط به قسم يشهد دورانا مستمرا للغازات التي تتجه باستمرار إلى وسط الثقب الأسود بتأثير الجاذبية “.
وفي معرض ردها على سؤال حول ما الذي تغيّر بالتقاط أول صورة للثقب الأسود، قالت “أوزال” إن هذه الخطوة شكلت بداية جديدة لمراحل عدة ستليها لاحقا، موضحة أنهم يبحثون حاليا عن إجابات حول ما إذا كانت الثقوب السوداء لها خصائص وميزات أم لا.
وفي ختام حديثها، قالت أوزال: “نعمل حاليا، مع الفريق العلمي المختص، على إثبات وجود نقص في نظرية النسبية العامة لأينشتاين. صحيح أنها تشرح بشكل جيد الجاذبية الأرضية، إلا أن هناك ظواهر مشابهة لا تقدم النظرية تفسيرا واضحا وكاملا لها”.