سلطات الاحتلال تشرّد العشرات من أهالي جنوب القدس في أكبر عملية هدم
واصلت جرافات الاحتلال ومعداته هدم 16 مبنى في حي وادي الحمص في بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، بحجة قربها من جدار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الاحتلال فوق أراضي الضفة الغربية والقدس.
وشردت عملية الهدم عشرات العوائل التي تضم أطفالا ومسنين ونساء وتركتهم من دون مأوى. ولم يتمكن سكان البنايات حتى من إخراج مقتنياتهم الشخصية من منازلهم، بعد أن ألقى بهم جنود الاحتلال إلى الشارع.
وأصيب عشرات الأهالي خلال اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب ورشهم بغاز الفلفل، خلال تصديهم لعمليات الهدم، التي تخللها إطلاق القنابل الصوتية تجاههم.
وقبل المباشرة بالهدم فرضت قوة كبيرة من جيش الاحتلال حصارا محكما حول الحي لتنفيذ عملية الهدم والتشريد، ونشرت دورياتها التي أغلقت المنطقة واعتلت بناياتها، لتسهيل وصول الجرافات وبدء عملية تدمير البنايات. وحالت إجراءات الاحتلال دون تمكن الكثير من سكان مدينة القدس من الوصول إلى المنطقة للاحتجاج على العملية، وكذلك حالت دون قدرة الصحافيين على الوصول إلى المكان لتغطية الحدث. واحتجزت قوات الاحتلال محافظ القدس عدنان غيث على مدخل بلدة صور باهر، ومنعته من الوصول إلى منطقة وادي الحمص الذي يشهد عمليات الهدم.
وردا على جريمة هدم المساكن قررت القيادة الفلسطينية، أمس الإثنين، وضع آليات لإلغاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل. وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة عقب اجتماع طارئ للجنة، إن القيادة الفلسطينية قررت وضع آليات لإلغاء كل الاتفاقيات مع إسرائيل.
وقال: «الحكومة قررت وبتعليمات من الرئيس محمود عباس وضع كل ما يلزم لجبر الضرر عن العائلات المتضررة في القدس، من إسكان وتعويض كامل».
وطالب عريقات المحكمة الجنائية الدولية بفتح «تحقيق فوري في جرائم الاحتلال الإسرائيلي».
وأدان الأردن وقطر وفرنسا والاتحاد الأوروبي هدم منازل الفلسطينيين. وطالب الأردن بالوقف الفوري لهذه الممارسات «الهادفة إلى التهجير القسري للسكان».
ووصفت قطر الخطوة بـ«الجريمة ضد الإنسانية». وفي بيان، اعتبرت الخارجية القطرية هدم منازل فلسطينيين في وادي الحمص في بلدة صور باهر، جنوب القدس الشرقية المحتلة، «تعدّيا على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني». ورأت فيه «جريمة ضد الإنسانية تعكس استخفاف الحكومة الإسرائيلية بالقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.»
وطلب الاتحاد الأوروبي من إسرائيل أن توقف «فوراً» عمليات الهدم «غير القانونية».وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان «توافقاً مع الموقف الطويل الأمد للاتحاد الأوروبي، ننتظر من السلطات الإسرائيلية أن توقف فوراً عمليات الهدم الجارية».
وأدانت فرنسا عملية الهدم .وقالت المتحدّثة باسم وزارة خارجيتها في بيان إنّ «فرنسا تدين هدم الجيش الإسرائيلي لعدد من المباني في حي وادي الحمص الواقع جنوب شرق القدس». وأوضحت الوزارة في بيانها أنّ «عمليات الهدم هذه تتمّ لأول مرة في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو، وهي تشكّل سابقة خطيرة تقوّض بشكل مباشر حلّ الدولتين».