مطالبات بوضعهم على “القوائم السوداء”: تنديد فلسطيني واسع لـ”الزيارة التطبيعية” لإعلاميين عرب بينهم سعوديون لإسرائيل
استنكارًا للزيارة المرتقبة لعدد من الإعلاميين العرب لإسرائيل بعد أيام، التي تضم سعوديين، نددت جهات فلسطينية عدة بالزيارة باعتبارها “تطبيعية” تخدم سياسات الاحتلال، ودعت لمحاسبة المشاركين فيها.
وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقوة الزيارة المرتقبة لشخصيات إعلامية عربية إلى إسرائيل، والتي سيتخللها الإعداد لإجراء مقابلات صحفية مع “قادته المجرمين”، مؤكدة أنه لن يكون مُحصلتها إلا “الترويج للرواية الصهيونية وإشاعة مناخات التطبيع”.
وأشارت إلى أن هذه الزيارة لبعض الإعلاميين العرب “غير معزولة عن توجيه ودعم حكومات عربية اعتمدت سياسات وخطوات منظمة للتطبيع مع العدو”، وقالت إنه يأتي في سياقها “التصريحات المدانة” لوزير الخارجية البحريني ولقائه وزير الخارجية الإسرائيلي، وإبداء الموافقة لعقد “مؤتمر دولي” جديد في البحرين يستهدف “إدماج الكيان الصهيوني في تكتلات ضد شعوب المنطقة ومصالحها”.
وأكدت أنها تنظر بـ”خطورة بالغة” لخطوة بعض الإعلاميين العرب زيارة إسرائيل، ودعت إلى “محاصرتهم ونبذهم ووضعهم على قوائم سوداء، وإلى توحيد جهود الإعلاميين العرب ونقاباتهم واتحاداتهم من خلال ميثاق شرف وسياسة تُجرم التطبيع وتعزل من يقدم عليه”.
ودعت لعقد “لقاء وطني فلسطيني عاجل” لبحث سبل ووسائل التصدي لـ”عجلة التطبيع المُتسارعة” من قِبل بعض الأنظمة العربية.
في السياق، أدان التجمّع الصحفي الديمقراطي زيارة الإعلاميين العرب التي يجري الإعداد لها، مؤكدًا أن هذه “الزيارات التطبيعية” تعد “انتهاكًا والتفافًا على قرارات الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي جرم التطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله”.
ودعا التجمع نقابة الصحفيين الفلسطينيين واتحادَ الصحفيين العرب وكل النقابات والاتحادات الإعلامية العربية إلى التعبير عن رفض واستنكار هذه الزيارات، وقال: “مثل هذه الزيارات تُعتبر تطبيعًا مجانيًا مع الاحتلال الذي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وبحق الصحفيين”.
أما منتدى الإعلاميين الفلسطينيين فقد طالب وسائل الإعلام العربية بـ”التصدي لمحاولات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهته بإصرار وعزيمة، عبر لفظ كل من تسول له نفسه الاصطفاف إلى جانب عدو الأمة العربية والإسلامية بمسميات براقة”.
وعبر عن أسفه الشديد لزيارة الوفد الإعلامي، بدعوةٍ من وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن الزيارة تعد “أبشع صور التنكر للدم الفلسطيني ولحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته”.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت، الأحد، أنها ستستضيف في الأسبوع المقبل 6 صحافيين عرب، بعضهم من السعودية والعراق.
وقالت إن ذلك سيتم للمرة الأولى، على خلفيات تصاعد مساعي التطبيع مع الاحتلال من قبل جهات عربية، موضحة أن البعثة الصحافية ستقوم بزيارة “متحف الكارثة اليهودية” في القدس المحتلة، والبرلمان الإسرائيلي “الكنيست”، وأماكن مقدسة في القدس.
وحسب بيان الخارجية، من المخطط أن يلتقي الوفد مع جهات إسرائيلية رسمية كأعضاء كنيست وموظفين في وزارة الخارجية وبعض الجامعات.
كذلك قالت إن الصحافيين العرب سيتجولون في شمال البلاد، خصوصًا في مدينتي حيفا والناصرة، بعد زيارتهم لمدينة تل أبيب.
وذكرت بعض التقارير الإسرائيلية أن من بين المشاركين ناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي من الإمارات والبحرين.
يشار إلى أنه سبق وأن زارت وفود إعلامية من المغرب العربي وإعلاميين خليجيين، إضافة إلى وفود أخرى خليجية غير إعلامية من البحرين، إسرائيل، وعقدت لقاءات مع كبار ساسة تل أبيب.
ولاقت هذه الزيارات التي توصف بـ”التطبيعية” انتقادات حادة من قبل المستويين الرسمي والشعبي الفلسطيني، باعتبارها تخدم سياسات الاحتلال، وسط توقع الفلسطينيين بأن تزيد حجم هذه الزيارات خلال الفترة المقبلة، في ظل انفتاح بعض الأنظمة العربية على إسرائيل.
وكانت اللجنة التنفيذية دعت في آخر اجتماع، الخميس الماضي، جميع الدول العربية المعنية بوقف جميع أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة احترام التزاماتها المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية والتزاماتها بأحكام المقاطعة التي قررتها الجامعة العربية.