العراق: انطلاق عملية عسكرية قرب الحدود مع سوريا لمطاردة مقاتلي داعش
أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس الأحد، انطلاق عملية «إرادة النصر» في ثلاث محافظات سنّية، مبينة أن العملية تمتد إلى الحدود الدولية مع سوريا.
وقال نائب قائد العمليات، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان: «في صباح الأحد، انطلقت المرحلة الأولى من عملية إرادة النصر بعمليات واسعة لتطهير المناطق المحصورة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار إلى الحدود الدولية العراقية ـ السورية».
وأضاف أن «العملية تمت بمشاركة قطعات كبيرة من موارد الجيش لقيادة عمليات (الجزيرة ونينوى وصلاح الدين)، وكذلك قطعات كبيرة من الحشد الشعبي المتمثلة بقيادات المحاور (نينوى وصلاح الدين والجزيرة)، وكذلك مشاركة الحشد العشائري، وبدعم جوي من القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي»، مشيرًا إلى أن «العملية تستمر أيامًا عدة».
وفور إعلان انطلاق العملية العسكرية، أصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، عادل عبد المهدي، بيانًا بشأنها. وقال في بيان مقتضب: «نشد على أيدي قواتنا البطلة، وستحقق النصر الأكيد بعزيمة الأبطال على عصابات داعش الإرهابية، وستضيف إلى سجل انتصاراتها انتصارات جديدة تسجل بحروف من ذهب».
وأعلن إعلام «الحشد»، النتائج الأولية لعملية «إرادة النصر»، وذلك بعد ساعات على انطلاقها.
وقالت هيئة «الحشد الشعبي»، في بيان، إن «أبرز النتائج المتحققة للعملية العسكرية الكبيرة التي شرعت بها قيادة عمليات الحشد الشعبي في نينوى لملاحقة فلول داعش في الجزيرة الكبرى، صباح الأحد، تدمير مضافة للعدو من قبل الحشد في منطقة المالحات جنوب البعاج».
وأضافت أن «هذه المضافة كانت تحتوي على أعتدة وتجهيزات عسكرية ولوجستية للعدو»، مشيرة إلى «تدمير معسكر للعدو يحتوي على حاسبات وخيام ومواد لوجستية في منطقة الخيمة في جنوب البعاج».
كذلك، أشار إعلام «الحشد» إلى أن «قوات الحشد الشعبي عالجت خلال عملية (إرادة النصر) أربعة منازل مفخخة، وفتشت الطريق من الصينية إلى جسر السكريات (في قضاء بيجي بصلاح الدين)»، مبينًا أنه جرى «تطهير عدد من القرى في جزيرة الصينية أهمها أبو قصب، وزهيليل الغربي، والعكيدان، وعسيلية، ضمن قاطع عمليات صلاح الدين».
وواصلت قوات «الحشد»، وفقًا للبيان، «تقدمها ضمن عملية إرادة النصر لتطهير وملاحقة عناصر داعش في صحراء الجزيرة، التي تربط محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين، وصولاإلى الحدود»، لافتًا إلى أن «قواتنا عثرت على مضافة للعدو مفخخة بالكامل». ومن بين النتائج المتحققة للعملية العسكرية الواسعة، «تدمير عجلة مفخخة حاولت إعاقة تقدم الحشد الشعبي في الجزيرة»، فضلاعن «العثور أيضًا على عدد من العبوات الناسفة والمتفجرات»، على حد وصف إعلام «الحشد».
كذلك، عثرت قوات «الحشد» على «سيارة مفخخة نوع بيك أب»، حسب مديرية الإعلام.
وعلى إثر ذلك، أعلن الإعلام المركزي لـ«الحشد» انتهاء الصفحة الأولى من المرحلة الأولى لعمليات تطهير وملاحقة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في صحراء صلاح الدين.
في الموازاة، أصدرت قيادة العمليات المشتركة بيانًا تناول آخر نتائج العملية لتطهير المناطق الواقعة بين محافظات «صلاح الدين ونينوى والأنبار» إلى الحدود العراقية السورية.
وقالت: «بإشراف قيادة العمليات المشتركة، تواصل القوات المسلحة، بإسناد من طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي، عملية إرادة النصر، لتطهير المناطق الواقعة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار إلى الحدود العراقية السورية». وأشارت القيادة إلى «نتائج العملية حتى ساعة إعداد البيان»، مبينةً أن ضمن قاطع قيادة عمليات الجزيرة، «جرى تنفيذ ضربتين جويتين من قبل طيران التحالف الدولي، وفقًا لمعلومات دقيقة، وتدمير وكرين للإرهابيين، كما جرى تفتيش مناطق خنيفس، والمالحة، وأم الطوس، وقد نتج عنها تدمير ثلاثة أوكار، وتفجير 8 عبوات ناسفة، والاستيلاء على دراجتين ناريتين، فيما قامت الفرقة السابعة وقوة من حشد حديثة بتفتيش مناطق كويس، والكوين، وأم العظام، وكانت النتائج تفجير 5 عبوات ناسفة، فيما قامت الفرقة الثامنة وقوة من الحشد الشعبي بتفتيش منطقة السدة والمسكار والمناطق المحيطة، وأسفرت العملية عن تدمير ثلاثة أوكار وخندق شقي، أما قطعات الحدود، فقد تم تفتيش مسافة 10 كم خلف خط الحدود».
وأضافت أن «قوة من الحشد الشعبي، ضمن قيادة عمليات نينوى، عثرت على معسكر للدواعش يحتوي على خيام ومواد تموين وتجهيزات، كما تم تفجير عبوة ناسفة، والعثور على دراجتين وتجهيزات عسكرية من قبل لواء المشاة الستين، فيما تم تفكيك عجلة مفخخة من قبل الحشد الشعبي».
وتابعت أن «قوات الحشد الشعبي (قيادة عمليات صلاح الدين) انطلقت بعمليات التفتيش، وكانت النتائج العثور على وكر، و4 عبوات ناسفة، ووكر آخر فيه 3 أحزمة ناسفة ومواد لوجستية وأخرى متفجرة، كما عثرت على 5 قنابر هاون عيار 120 ملم، في حين جرى العثور على 6 قنابر هاون صالحة، و6 عبوات ناسفة، وتمت معالجة عبوة أخرى في قرية صبيح البكارة، و14 عبوة ناسفة في قرية البو رجب، و12 قذيفة نمساوي في قرية البو جليب، إلى ذلك جرى تدمير ملجأ بطول 3 أمتار، والعثور على عبوتين ناسفتين».
ولفتت قيادة العمليات المشتركة إلى أن «ثلاثة من أبطال الحشد الشعبي أصيبوا خلال هذه العمليات، فيما نفذت السرية الآلية تأمين جسر السكريات لعبور القطعات العسكرية»، متابعةً أن «العمليات ما زالت مستمرة».
في المقابل، أعلن رئيس أركان الجيش العراقي السابق، بابكر زيباري، أن العملية التي أطلقها عادل عبد المهدي ضد «الدولة» خطوة إيجابية، معربًا عن دعم إقليم كردستان للعملية واستعداده لأي مواجهة مع «الإرهابيين».
وقال، في تصريح أورده إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني: «قلنا منذ البداية إن داعش يعمل على تنظيم صفوفه ولملمة شتاته، وعلينا مواجهته بشدة؛ كون إعادة تنظيمهم يشكل خطرًا على العراق عمومًا».
وأضاف أن «العملية المعلنة من قبل عادل عبد المهدي خطوة جيدة، ونحن من جانبنا ندعمها؛ كوننا على علم بأن داعش يعمل الآن على إعادة تنظيم صفوفه في العديد من المناطق في الصحراء العراقية، لكن قبل استكمال استعداداته علينا القضاء عليه في المهد».
في الأثناء، كشف الخبير الأمني، هشام الهاشمي، عن تفاصيل عمليات «إرادة النصر»، مشيرًا إلى أنها تستهدف 23٪ من مساحة العراق.
وقال الهاشمي، الذي يعدّ من أبرز الكتاب والباحثين العراقيين في شؤون الجماعات المسلحة، إن «عملية إرادة النصر انطلقت لتطهير المربع الجغرافي الأخطر الذي تتواجد به فلول تنظيم داعش على الحدود العراقية السورية وجنوب نينوى وغرب صلاح الدين وشمال الأنبار»، وفقًا لموقع «المعلومة».
وأضاف بأن «المنطقة المستهدفة تشمل مساحة نحو 23٪ من مساحة العراق، بادية وصحراء ومناطق زراعية وأنفاقاً وجداول مائية وشقوقاً أرضية وتلالاً».
وأوضح أن «العملية يشارك فيها نحو 30 ألف مقاتل من كل صنوف القوات المسلحة بمعيّة طيران الجيش وسلاح الجو»، مشيرًا إلى أن «الحملة ضرورية لتشريد العدو وإخراجه من أنفاقه ومخابئه، وتشجيع المواطن على تقديم المعلومات، وطمأنة الأهالي بأن الهدف هو الحفاظ على أمنهم واستقرارهم».