دعوات لفتح ملف المختطفين لدى تنظيم داعش ومعرفة مصيرهم
دعا عدد من السياسيين وذوي المفقودين الذين اختطفهم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى إعادة التحقيق لمعرفة مصيرهم الذي بات مجهولاً، مطالبين بضرورة تدويل قضيتهم أمام المنظمات الدولية والمجتمع الدولي.
عضو مجلس محافظة نينوى، أصيل شاهين آغا، قالت لـ«القدس العربي»: «سنعمل على تشكيل لجنة من قبلنا مع عدد من الإعلاميين والصحافيين وذوي الضحايا الذين اختطفهم التنظيم من أجل معرفة مصيرهم ونيل الحقوق لعائلاتهم».
وتساءلت: «متى ستتم معرفة مصير المفقودين الذين اختفوا بزمن تنيظم الدولة، وخلال عمليات التحرير، والذين بلغت أعدادهم بالآلاف من أهالي الموصل وما زال مصيرهم مجهولاً وحقوق أهلهم ضائعة وليس هنالك من مطالب بحقهم».
وذكرت بأن «قبل أشهر قليلة جداً، حاولت فتح هذا الملف مع حكومتنا المحلية، وفاتحت محافظها السابق وبحضور رئيس مجلس المحافظة ونائبه وعدد من القادة الأمنيين، وكان مطلبي لقيادة العمليات أن يتم تنظيف ما حول حفرة الخسفة (مكان دفن فيه تنظيم الدولة ضحاياه)، والطريق المؤدي إليها من الألغام التي زرعها داعش في أنحاء المكان؛ كي يتسنى لنا الدخول إليها واستخراج الجثث».
وتابعت: «جاءت الإجابة بأن المكان خطر جداً ولا يستطيع أحد الوصول إلى هناك، وأن الحفرة ذات عمق سحيق جداً».
وزادت: «كانت عصابات داعش ترمي في تلك الحفرة جثث من يتم قتلهم خلال الاشتباكات، أو ممن تعتبرهم مرتدين. كما كانت ترمي آليات مدمرة نتيجة الحرب. لقد قامت بطمر الحفرة بالرمال بعد ذلك؛ كي تخفي حقيقة جرائمها وإلى الأبد».
وبينت: «كان مقترحي الكشف داخل الحفرة بواسطة طائرات مسيرة وتصوير المكان من الداخل، والبدء بوضع خطة لاستخراج الجثث. وكذلك، إقامة نصب تذكاري كبير يخلد ضحايا هذه المجزرة التي راح ضحيتها عدد كبير من أهالي الموصل ممن كانوا يقارعون الإرهاب ويتعاونون مع الجيش من أجل تحرير الوطن، فهم يستحقون منا اليوم التخليد وضمان حقوق ذويهم»، مستدركة: «للأسف، لم يلتفت أو يتفاعل أحد مع هذا الموضوع، باعتباره ملفاً كبيراً وخطيراً وشائكاً، وأنا أكرر مطالبي لمحافظ نينوى، منصور المرعيد، بالعمل على فتح ملف المفقودين».
عبد الله، ابن أحد ذوي المفقودين، بحث عن جثة والده في كل مكان ولم يجدها، وفق ما قال لـ«القدس العربي»، مضيفاً أن «جثة والده تم رميها في منطقة الخسفة التي بلعت آلاف الجثث، ولكن لم تقم الحكومة حتى الآن بإخراج تلك الجثث».
وطالبت السلطات العراقية «بالتحرك والاستعانة بفريق دولي لديه الخبرة بالتعامل مع هذه القضايا، واستخراج الجثث وإجراء الفحص للتعرف عليها، وهذه من أبسط الحقوق التي على الحكومة تنفيذها لنا».
أما حسام، من ذوي المفقودين أيضاً، فقد ذكر أن الأخبار متضاربة بشأن مصير أخيه الذي اختطفه تنظيم «الدولة».
وأوضح لـ«القدس العربي»: «قام التنظيم بنقل مئات المعتقلين لديه إلى سوريا عند انطلاق عمليات التحرير، ولم نعرف مصيرهم حتى الآن».
ودعا الحكومة العراقية إلى «التواصل مع الجانب السوري بخصوص هؤلاء المعتقلين، خصوصاً أن أغلب المناطق في سوريا قد تم طرد التنظيم منها. ربما الجانب السوري لديه معلومات ودلائل عن مصير المعتقلين».
وبين أن «التقصير واضح من الجانب الحكومي، ولم يتم التحرك بشأن معرفة مصير الضحايا أو حتى احتسابهم متوفين بالسجلات الرسمية».