مصر تطلق حرب كبيرة علي تنظيم داعش في سيناء
شنت قوات الأمن المصرية عملية عسكرية كبيرة ضد الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء، وشددت الرقابة علي الحدود البرية ونشرت سفن حربية علي طول الساحل لقطع خطوط الإمداد الإرهابية.
وأكد الجيش ان الهدف من الهجوم هو تشديد السيطرة علي نقاط المرور مع الدول المجاورة وتطهير المناطق التي تعتبر معاقل إرهابية لحماية الشعب المصري من شرور الإرهاب والتطرف.
وتأتي العملية العسكرية قبل الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في الشهر المقبل، كما يواصل المتطرفون شن هجماتهم على انحاء البلاد، وتعد العملية الحالية للجيش أكبر جهدا وأكثر طموحا للرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهابيين التابعين لداعش الذين يسعون لملء الفراغ الذي أخلفه هزيمتهم في سوريا والعراق، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلي قتل الإرهابيين 350 شخصا في مسجد في شمال سيناء، وهذا ما دفع السيسي إلي غصدار انذار إلي قوات الأمن لوضع حد للإرهاب وتمديد حالة الطواريء في شهر يناير لمدة ثلاثة أشهر أخري.
وكتب السيسي علي صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: أنني أتابع بفخر الأعمال البطولية التي قام بها أبنائي من القوات المسلحة والشرطة لتطهير أراضي مصر من العناصر الإرهابية.
ولفتت الصحيفة إلي وصول عدد الهجمات الإرهابية إلي اعلي مستوي له منذ التسعينات عندما شن متطرفون اعتداءات منتظمة علي الشرطة والسياح والمسؤولين الحكوميين، وأدي ذلك لعملية قمع شديد من جانب قوات الأمن للرئيس السابق حسني مبارك والقي القبض علي آلاف المشتبة بهم.
بدأت العلميات الإرهابية العنيفة في صيف عام 2013 بعد الإطاحة بمحمد مرسي، وبعد أشهر من تولي السيسي منصبه تعهد الإرهابيين في شمال سيناء بشن المزيد من العمليات الإرهابية، وقتلت الجماعة الإرهابية التي تعرف باسم ولاية سيناء المئات من الجنود المصريين في حرب العصابات، وفي الأشهر الأخيرة أعلن الجيش المصري أنه قتل أكثر من 2500 ارهابي، وامتدت العمليات العسكرية إلي أجزاء أخري في البلاد، وامتدت أمس إلي دلتا النيل والصحراء الغربية.
وأضافت الصحيفة أن هزيمة داعش في سوريا والعراق جعل البلدان المجاورة مثل مصر وجيرانها يشعرون بالقلق لأن شمال سيناء يمكن أن يصبح ملاذا للجماعة اإرهابية ومكانا لشن عمليات إرهابية في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤجج عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ويري دبلوماسيون غربيون أن الحرب علي الإرهاب والعملية الأخيرة التي أطلقت ستدعم السيسي أكثر قبل خوض الانتخابات وستزيد من الدعم الشعبي له.
ولفتت الصحيفة إلي أن الجماعة الإرهابية التابعة لداعش استهدفت المسيحيين في مصر بشكل خاص الذين يشكلون 10% من سكان مصر البالغ عددهم 94 مليون نسمة وعلي مدي الـ16 شهرا الماضيين وقعت العديد من التفجيرات في الكنائس وفي جميع أنحاء البلاد مما اسفر عن مقتل العشرات، وفي عام 2014 صوت الكثير من المسيحيين لصالح السيسي في الانتخابات الرئاسية السابقة. ولكنهم أعربوا عن غضبهم في الأشهر الأخيرة بسبب الهجمات الإرهابية.
وفي عام 2015 أعلن داعش مسؤولتيه عن إسقاط طائرة ركاب روسية بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ مما تسبب في مقتل 224 شخصا وتسبب في اضرار كبيرة بالاقتصاد وتراجع الايرادات العائدة من السياحة.
ووضعت الحكومة المصرية استعدادات كبيرة لشن حرب ضد الإرهاب وأعلنت أمس وضع مناطق حول سيناء في حالة تأهب قصوي واستعدت المستشفيات من أطباء وتوفير الموارد الطبية في مدينة الإسماعيلية التي تقع بالقرب من سيناء في الشمال الشرقي.
وفي رسالة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أمرت وزارة الصحة المصرية المستشفيات بالتحضير للإصابات من خلال إفراغ 30 % من السرائر في وحدات العناية المركزة وأقسام العظام، وألغى المسؤولون جميع أيام الإجازة بالنسبة للأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في المجال الطبي، وأرسل عدد كبير من الأطباء إلي مراكز طبية إلزامية في سيناء بعد أن أخبرهم مسؤولو الصحة “أن شيئا ربما يحدث في المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة”.