ماكرون وأرديرن يطلقان اليوم في باريس ‘’نداء كرايستشيرش’’ ضد التطرف على الإنترنت
بعد شهرين من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، والذي بثّ منفذُه وقائعه على فيسبوك، يُطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، اليوم في باريس، ‘‘نداء كرايستشيرش’’ لمكافحة العنف و التطرف والكراهية على الإنترنت، وذلك على هامش استضافة الاليزيه للقاء Tech For Good الدولي، في نسخته الثانية، التي تنعقد في سياق مليء بالتحديات في المجال الرقمي.
رؤساء دول وحكومات وحوالي 60 شركة رقمية، استجابوا لدعوة إيمانويل ماكرون لحضور لقاء Tech For Good الدولي الذي يهدف إلى جعل الابتكار يتماشى مع التقدم الاجتماعي واحترام البيئة، بمن فيهم العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس السنغالي ماكي سال ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، و رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، الذي عانت بلاده من الإرهاب، وتعد وموطن عدد كبير من شركات التكنولوجيا ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إلى جانب جين رومتي المديرة التنفيذية لــ‘‘أي بي أم’’ و جاك دورسي (تويتر) ودارا خسروشاهي (أوبر) و كين هو (هواوي)، بالإضافة إلى ممثلي آبل وسامسونغ ومايكروسوفت وغوغل وأورانج الفرنسية.
ويُعد مارك زوكربرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك، الذي ترأس النسخة الاولى للقاء Tech For Good، أبرز الغائبين عن النسخة الثانية. لكنّ الأخير كانت قد التقى بالرئيس الفرنسي قبل خمسة أيام في الاليزيه، حيث أشاد بجهود فرنسا لفرض ضوابط تنظيمية على محتوى خطاب الكراهية على الإنترنت، معتبراً أنها نموذجا يحتذى بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وسيترأس هذا اللقاء كل من دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لشركة ( أُوبر) وستيفان ريتشارد الرئيس التنفيذي لشركة (أورانج) الفرنسية، الذي أوضح أن الغرض من الاجتماعات هو: ‘‘التوفيق بين الابتكار والتقدم الاجتماعي واحترام البيئة، وإيجاد طرق لتنظيم الاقتصاد الرقمي بشكل أفضل’’.
“نداء كرايستتشيرش”
وعلى هامش هذا اللقاء الدولي، سيترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، اجتماعاً دولياً يهدفُ إلى المُضي قدماً في مكافحة التطرف والكراهية على الإنترنت، وذلك في أعقاب الاعتداء الإرهابي الدموي الذي استهدف مسجدَين في مدينة كرايستتشيرش النيوزيلندية – أدى إلى مقتل 77 مصلياً مسلماً وإصابة 151 منهم – الذي استخدمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل غير مسبوقة، كأداة للترويج لعمل إرهابي بدافع الكراهية، كما قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، خلال زيارتها لباريس في الــ24 من أبريل/نيسان المنصرم. وقد أكد قصر الإليزيه أن هذا الاجتماع سيضمن ‘‘اتخاذ إجراءات جديدة وصلبة بحيث لا يتكرر ما حدث في كرايستشيرش’’.
خلال هذا الاجتماع، سيقدم العاهل الأردني عبد الله الثاني شهادته حول تأثير ‘‘اجتماعات العقبة’’ لمحاربة الإرهاب، بينما ستنقل رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ الخبرات التي اكتسبتها بلادها منذ هجمات أوسلو وأوتويا. نفس الأمر بالنسبة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي عانت بلادها من التفجير الانتحاري في مانشستر.
على أن يتم في ختامه الإعلان عن ‘‘نداء كرايستشيرش’’، الذي يدعو الحكومات إلى مزيد من الالتزام فيما يخص العمل على استئصال محتوى الإرهاب والتطرف العنيف من شبكة الإنترنت ووقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للترويج للإرهاب.
وتؤكد مصادر في الاليزيه أن هذه الدعوة ليس نداءً آخر ضد التطرف عبر الإنترنت، بقدر ما هي دعوة للحصول على مزيد من الالتزام بـ‘‘العمل معاً فيما يخص القوانين، بشرط أن يتم الحفاظ على حرية التعبير’’.
من جانبها، أكدت جاسيندا أرديرن أن هذا النداء ليس سوى البداية، داعية الدول إلى إعادة النظر بانتظام في أساليب العمل الخاصة بها، حيث تظهر تهديدات جديدة بنفس وتيرة ظهور التكنولوجيات الجديدة، كما تقول رئيسة الوزراء النيوزيلندية.
وبالتزامن مع هذا اللقاء الدولي في قصر الإليزيه، ستستضيف الخارجية الفرنسية، اليوم أيضاً في باريس، اجتماعاً آخر غير رسمي لوزراء التكنولوجيا الرقمية في مجموعة السبع (G7)، لمحاولة دفع المفاوضات حول مشروع ميثاق لتحسين منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بشكل أفضل في مكافحتها للمحتوى الخطير على الإنترنت، سيتم تقديمه رسميًا خلال قمة المجموعة في بياريتز نهاية أغسطس/آب القادم.