تضارب أنباء حول توزيع كتب تبشيرية مسيحية في مخيمات في الموصل
تضاربت الأنباء حول توزيع كتب تبشيرية مسيحية، من قبل منظمات وجمعيات، تعمل داخل مخيمات للنازحين في الموصل، ففيما أكد البعض تسلمه هذه الكتب، نفى آخرون.
أبو مهيمن، أحد سكان مخيمات الجدعة، قال لـ«القدس العربي»: «جاء موظفو إحدى المنظمات إلى المخيم، وقالوا إنهم جاءوا من أجل السلام ونشر المحبة والتسامح بين الناس ومن ثم قاموا بإعطائنا كتيبات تحتوي على مواضيع دينية مسيحية وطلبوا منا قراءتها والإطلاع عليها دون أن يطلبوا منا اعتناق الدين المسيحي».
وأشار إلى أن «الكتيب يحتوي على مواضيع مهمة وجميلة تتعلق بحياة المسيح عليه السلام وأعماله الصالحة والدعوة إلى عمل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين». مواطن آخر يدعى بشار عرضت عليه هذه الكتيبات من قبل موظفين يعملون في إحدى المنظمات، وفق ما قال، مضيفا: « أعلمونا أن هذا الكتيب يتكلم عن حياة المسيح أقرأه لأنه يدعو إلى المحبة والوئام ونبذ العنف والإرهاب ولن تخسر شيئاً إذا قرأته».
وزاد: «لقد قرأته وتعلمت منه كثيرا عن حياة المسيح عليه السلام ورسالته التي تدعو الى حب الناس ونبذ العنف والكراهية».
واعتبر أن «لابد من نشر مثل هذه الكتب للناس من أجل التقارب بين الأديان والوصول إلى أهداف وغايات مشتركة بين الأديان التي أساسها المحبة والتسامح والإخلاص وعدم البحث وراء ما يمزق ويشتت الناس وما يحرض على القتل». لكن، منتصر الذي يسكن في مخيم الجدعة (3) نفى تسلمه أي كتاب أو منشور يدعو إلى اعتناق الديانة المسيحية، وذكر أن «المنظمات الموجودة الآن مهمتها إنسانية بعيدة عن الأديان والمذاهب والطوائف».
وبين أن «هناك منظمات تسرق حصص النازحين وأرزاقهم هي التي يجب أن تعاقب وتلاحق وتحظر نشاطاتها».
ووفق ما أكد «مشكلات المخيمات بدأت تتفاقم وتزداد والحل الأمثل لإنهاء هذه المشكلات هي إعادة النازحين إلى مناطقهم وإغلاق هذه المخيمات التي باتت مصدر خطر للبلاد كونها أصبحت مكاناً للجهل والبطالة».
وأشار إلى أن «من حق أي منظمة أن تطرح أفكارها، ما لم يكن في تلك الأفكار، ما يدعو إلى القتل والتخريب والإرهاب».
المتطوع في إحدى الفرق الاغاثية في المخيمات عبدالرحمن محمد قال لـ«القدس العربي»: لم يتم التأكد من وجود جمعيات تبشيرية في المخيمات، غير الجمعيات والمنظمات الاغاثية».
وبين أن «جميع المنظمات التي تعمل في المخيمات، هدفها إنساني وإغاثي بحت، بعيد عن الدين والسياسة».
لكنه استدرك: «ربما كانت هذه المنشورات التي وزعت، جاءت عن طريق شخص يعمل خارج إطار العمل الإنساني والإغاثي وهذا لا يؤخذ على باقي المنظمات»، مبيناً أن : «لا يوجد أي شيء يثبت تورط منظمة في هذا العمل وهناك رقابة على جميع المنظمات التي تقدم الخدمات للنازحين».
وحسب مراقبين، تشهد مخيمات النازحين ارتفاعاً كبيراً في معدلات الأمية والبطالة وانتشار الجهل، خصوصاً بين الأطفال، بسبب عدم وجود مدارس كافية، إضافة إلى عدم استقرار سكان المخيمات وتنقلهم من مخيم إلى آخر.