روسيا وجنوب افريقيا يمتنعان عن التصويت بمجلس الأمن
عبّر أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين عن مواقفهم، بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي لقراره 2468 ذي الصلة بالنزاع الصحراوي بتأييد 13 عضواً وامتناع روسيا وجنوب إفريقيا عن التصويت.
ورحبت الولايات المتحدة باعتماد القرار الذي مدد مهمة بعثة المينورسو لستة أشهر، مذكرة بأهمية التوصل إلى حل «واقعي وقابل للتطبيق ودائم» لقضية الصحراء على أساس تفاوضي.
وعبر المنسق السياسي للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحد،ة رودني هنتر، عقب التصويت على القرار الذي تقدمت به بلاده، عن أسفه لامتناع روسيا وجنوب إفريقيا عن التصويت على نص القرار، وقال إن مسودة القرار التي تم إعدادها حاولت أن تضمن الوحدة السياسية لأعضاء مجلس الأمن حول موضوع الصحراء، وإن المشاورات الجارية بين المبعوث الشخصي والمغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو «والتي تروم إيجاد حل واقعي وقابل للتطبيق ودائم لنزاع الصحراء، ضرورية لوضع أسس تسوية تفاوضية» وإن بلاده ترحب «بإعلان المجلس عن دعمه الحازم لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للنزاع حول الصحراء. وجددت فرنسا دعمها القوي إلى مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء، واصفة الحكم الذاتي بـ»الحل الأساسي والواقعي والذي يتمتع بمصداقية وثقة يمكن أن تشكل لبنة أساسية للمفاوضات المرتقبة»، وعبرت عن أسفها لعدم تجديد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة كاملة بدل ستة أشهر، داعية مجلس الأمن إلى العودة إلى الصيغة القديمة في القرارات المرتقبة. كما شددت فرنسا على ضرورة مواصلة الأطراف الأربعة للنزاع بنفس الصيغة، تنظيم الدورة الثالثة من المشاورات.
وفسرت روسيا عدم تصويتها على القرار بأن «تعديلات أدخلت على القرار تذهب في اتجاه غير محايد»، داعية إلى «تحديد المعايير على أساس الهدف النهائي الذي يقبل بتقرير المصير لساكنة الصحراء»، وأشارت إلى أنها ستواصل القيام بدور متوازن بين جميع أطراف النزاع بغية التوصل إلى حل يقبله الجميع، وأكدت أن استمرار الوضع الراهن في الصحراء يمكن أن تستغله جهات إرهابية، ما سيؤثر على المنطقة سياسياً وعسكرياً.
وعبرت جنوب إفريقيا، التي امتنعت عن التصويت لصالح القرار، عن عدم موافقتها على مضامينه، وقال ممثلها إن «القرار يتضمن الكثير من العناصر التي تمثل لنا مصدر قلق، كما أنه غير متوازن ولا يعكس بشكل صادق جهود الطرفين المغرب والبوليساريو»، حيث إن «القرار الجديد ينحاز إلى طرف على حساب الآخر؛ وهو ما يتعارض مع أي عملية سياسية محايدة، بالإضافة إلى أنه يستخدم مصطلحات من قبيل «الواقعية» و«التسوية» تمثل مصدر قلق لنا ولم نفهم مقصودها».
وأشادت الكوت ديفوار بمجهودات المغرب لتسوية النزاع خصوصاً مبادرة الحكم الذاتي، التي وصفتها بـ»الجادة والمتينة لمباشرة مفاوضات بين أطراف النزاع». وأضاف ممثلها أن الكوت ديفوار كانت تأمل أن يتم تجديد ولاية البعثة الأممية لسنة كاملة بدل ستة أشهر. وعبرت دولة الكويت، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، ممثلة للمجموعة العربية، عن ترحيبها بقرار مجلس الأمن وجهود المغرب لإنهاء نزاع الصحراء. وقالت إن حل النزاع نهائياً سيسهم في تحقيق تقدم لشعوب المنطقة المغاربية وتعزيز أمن واستقرار دول المنطقة، وجددت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وشددت على ضرورة احترام سيادة المغرب وسلامة أراضيه، واصفة ما يقترح المغرب من حلول بالجدي والمصداقي، كما رحبت بالدور الذي يقوم به المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الداخلة والعيون وبتعاون الرباط مع أجهزة حقوق الإنسان الأممية.