الجارديان: لماذا ظهر البغدادي في هذا الوقت؟
كتب مارتن شولوف ودان صباغ تقريرا عن ظهور زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي بعد اختفاء دام خمسة أعوام. وفي تقرير لصحيفة “الجارديان” جاء فيه ان زعيم الدولة الهارب ظهر في شريط دعائي لأول مرة واعترف فيه بهزيمة التنظيم في بلدة باغوز.
وهذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها زعيم التنظيم في فيديو، ويأتي بعد أسابيع من خسارة مقاتليه آخر معقل لهم في شرق سوريا. وبدا سمينا أكثر مما بدا عندما أعلن عن الخلافة في منتصف عام 2014 حيث هاجم “وحشية ” المسيحيين. وجلس متربعا وإلى جانبه كلاشنيكوف ولم يستغرق حديثه سوى 40 ثانية وكان يوجه كلامه لحركته.
وأكد ان معركة الإسلام ضد أهل الصليب طويلة وأعلن أن معركة باغوز قد انتهت “ولكنها تظهر وحشية وقسوة ونوايا المسيحيين السيئة تجاه المجتمع الإسلامي”. وترى الصحيفة أن ظهور البغدادي جاء من أجل الإعتراف بالهزيمة وخسارة ما تبقى من جيوب للتنظيم وللتأكيد ان الخليفة لا يزال حيا. وخلال السنوات الماضية أصدر عددا من الأشرطة المسجلة وكان آخرها في شهر أغسطس إلا أن غيابه الطويل أثار التكهنات من ان البغدادي ظل يعاني من شلل بسبب إصابة سابقة.
وظهر في الفيديو بدون أن يتحدث البغدادي كلام عن هجمات سريلانكا التي قتل فيها 250 شخصا وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها. “فشل الأمريكيون والأوروبيون ونهنئ إخواننا في سريلانكا على ولائهم للخلافة” و “ننصحهم التمسك بالله والوحدة حتى يظلوا شوكة في صدور الصليبيين وندعو الله أن يقبل شهداءهم ويساعد الإخوة على اكمال الرحلة التي بدأوها”.
وبعد ظهور الفيديو أعلنت الولايات المتحدة انها ستلاحق وتهزم قادة القاعدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستتأكد من هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين وما تبقى من قادة وتقديمهم للعدالة والجزاء الذي يستحقونه”.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمنيين في المنطقة والغربيين يعتقدون أن سيطرة البغدادي على التنظيم تتراجع خاصة بعد سلسلة الهزائم التي جعلت المقاتلين ينسحبون من آخر معقل للتنظيم على ضفاف نهر الفرات. ويعتقد المسؤولون أن سلسلة من المعارك بدأت في سبتمبر الماضي بين الموالين للبغدادي وفصيلا كان يريد الإطاحة به. وقال المسؤولون إن الصراع وصل ذروته في معركة حدثت يوم 7 يناير وأجبرت البغدادي وحراسه على الهروب من باغوز. ويعتقد أنه قطع الحدود مع سوريا إلى العراق ويختفي في منطقة الأنبار.
ويقول المسؤولون إن قريبا بعيدا للبغدادي اسمه أبو محمد الحسيني الهاشمي كان عاملا مهما في التمرد على البغدادي. ونشر كتابا من 231 صفحة دعا فيه للخروج على البغدادي وتقديم البيعة لزعيم جديد. وحمل الكتاب “كفوا الأيادي عن بيعة البغدادي” وظهر بعد خسارة التنظيم مناطقه في سوريا. وزعم الهاشمي ان وحشية واضطهاد البغدادي كانت وراء تدمير الخلافة. ودعا الهاشمي إلى تيار إصلاحي داخل الحركة ضد “تسلط المتشددين” على التنظيم. وتقول الصحيفة إن النقد في الكتاب لم يتم التوافق عليه بين الإسلاميين إلا أن معاملة التنظيم في السنوات الأخيرة للعلماء المسلمين والهجمات التي نفذها تظهرأن البغدادي لا يعد خليفة حقيقي. فمع تداعي سلطة التنظيم زادت قوة الجناح الأمني الذي استهدفت العلماء والشرعيين الذين نظر إليهم كتهديد على أيديولوجية الحركة وتم إعدامهم. وهو ما قاد لتمزق في الحركة بين صف الوسط والمسؤولين البارزين. وأخبر الأسرى من باغوز المحققين عن ظهور أحقاد في الأيام الاخيرة للخلافة. ويعتقد أن التنظيم يقوم الآن بإعادة تجميع صفوفه على جانبي الحدود العراقية والسورية والعودة كحركة تمرد كما في الأيام التي تبعت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.