نيويورك تايمز: وسط النشوة في السودان.. من سيقود الجنود أم المدنيون؟
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الاحتجاجات خارج المقر العسكري السوداني تجعلك تشعر وكأنك في مهرجان صيفي للثقافة أكثر من كونها ثورة، فهناك موسيقيون سودانيون مشهورين والعديد من المحتجين يحملون الة الكمان وسط المسلمين الذين يرتدون ملابس ملونة، ويختلطون بالأشخاص الذين يرتلون التراتيل المسيحية.
يصطحب السودانيون أطفالهم لتجربة اللحظة وليتذوقوا طعم نشوة الإنجاز الرائع الذي فشل فيه من قبل ثورات مسلحة ونجح فيه متظاهرون سلميون وأطاحوا بالحكم الاستبدادي لعمر البشير بعد 30 عاماً في الحكم.
ولكن داخل بوابات المقر العسكري ، مازال مسؤولو البشير يتولون المسؤولية، وينخرط الجنرالات الذين يعرفون باسم الحرب والفساد في محادثات حساسة مع قادة غير معروفين حتى الآن لهذه الانتفاضة الشابة النادرة.
ولا يبدو أي من الطرفين متأكداً من هو الحليف أو العدو ، ويزداد انعدام الثقة، وخاصة بين المحتجين الذين يخشون أن يخدعهم الجنرالات بمنعهم من حكم مدني.
وقالت المعلمة سلمي علي، في اشارة لنظام البشير “لقد قطعوا الرأس ولكن الجسد مازال هناك”.
وأشارت الصحيفة إلي أن الجنود أصروا علي مغادرة المتظاهرين من أمام المقر العسكري ورأي المتظاهرون أنها خدعة لتفريقهم، وهتف المتظاهرون بـ”ثورة” ثم غادر الجنود وبعض لحظات عادوا.
ولكن شبح الثورات الماضية يخيم على انتفاضة السودان، حيث يشعر البعض بالقلق من أن السودان،أحد أكبر وأفقر بلدان إفريقيا ، يمكن ان يكون مصيرها مثل ليبيا التي أنهت حكم معمر القذافي بعد 40 عاماً ولكنها تغرق في الفوضي حتي الآن.
ويري آخرون ان السودان ربما تكون مثل جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري في التسعينات من خلال مفاوضات سلمية بين نظام تفوق البيض والمعارضة بقيادة نيلسون مانديلا التي سعت إلى هدمها.
وأضافت الصحيفة أن الأطراف في السودان لا تتفق علي طول المرحلة الانتقالية ولكن الجيش وافق علي أن يدير المدنيون جميع الوزارات باستثناء وزارتي الدفاع والداخلية، ويريد المدنيون فترة انتقالية أطول لإعطاء الوقت الكافي لكي تنضح الثقافة السياسية للبلاد بعد عقود من التخلف والاستبداد.
ولكن النقطة الشائكة الرئيسية هي من سيكون مسؤولاً بالفعل ، لأن المجلس العسكري سيبقي له الحق بالسيطرة الفعالة علي رئيس الوزراء المدني.