روبرت فيسك: أمريكا أصبحت تحت سيطرة نتنياهو منذ 3 ساعات
نشرت صحيفة “آي” البريطانية، مقالا للكاتب الصحفي روبرت فيسك، حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الجولان، حيث يقول إن إسرائيل تستفيد من علاقة خاصة مع الولايات المتحدة، وأن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية “هدية إلى بنيامين نتنياهو لإعادة انتخابه رئيسا للوزراء”.
وقال فيسك إن “مسار السلام في الشرق الأوسط مات منذ سنوات إذا كان قد عاش أصلا أو وجد لكي يعيش”، حيث إنه “بعدما بارك ترامب ملكية إسرائيل للقدس كاملة، ها هو اليوم يسلم مرتفعات الجولان ويسمح لها بضمها نهائيا، ضاربا عرض الحائط بمبدأ (الأرض مقابل السلام) الذي نص عليه القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإسرائيل سعيدة بذلك”.
وأشار فيسك في مقاله إلى الدعم الأمريكي اللامتناهي لإسرائيل، قائلا: “إذا أصبح الجولان جزءا من إسرائيل بسبب تهديد إيران فإن جنوب لبنان عليه أن يكون أيضا جزءا من إسرائيل. أليس حزب الله أيضا تهديدا إيرانيا؟”، و”متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل نهائيا وللأبد؟”.
وانتقد ما أسماه بـ”الولاء المزدوج لأعضاء في الكونجرس” قائلا: “انظر إليهم في الكونجرس عندما يخاطبهم نتنياهو، النواب الأمريكيون يقفون ويصفقون له ثم يجلسون ويقفون مرة أخرى ويصفقون ثم يجلسون ويعودون للوقوف والتصفيق. لقد فعلوها 29 مرة في 2011 و39 مرة في 2015”.
ويضيف: “أتابع دائما هذا الخنوع التشريعي الأمريكي بابتسامة، لأنها تذكرني بالتصفيق الذي كان يتلقاه الرئيس العراقي صدام حسين من شعبه المحبوب وما يطلبه الرئيس السوري، بشار الأسد، من رعاياه الأوفياء”.
كما انتقد المقال وسائل الإعلام التي “تخفض جناح الذل لإسرائيل بخصوص هذه المسائل، مخافة أن تمسها تهمة معاداة السامية”، مشيرا الى التزام جميع وسائل الإعلام الأمريكية بتعليمات كولن باول لوزارة الخارجية الأمريكية، بإصدار تعليمات إلى سفاراتها باستعمال عبارة “الضفة الغربية المتنازع عليها” بدل “المحتلة”، وقال: “اليوم عندما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتلة فإننا نتوقع ما الذي ستفعله وسائل الإعلام.”
وأضاف: “لحسن الحظ هناك من الصحافيين الإسرائيليين والنشطاء من يتحلون بالشجاعة ويرفضون هذه المهازل”.
واعتبر فيسك أن خضوع الولايات المتحدة التام لمطالب إسرائيل “سيكون وبالا على شعوب الشرق الأوسط”.
ويقول الكاتب: “تعبت من النقاش بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة. فالبلاد فيها الكثير من العنصريين المعادين للسامية والمعادين للعرب والمعادين للسود، دون أن نخرج مصطلح معاداة السامية عن سياقه ونتهم به جميع من ينتقدون إسرائيل”.