هتلر يكتب.. العالم لم يصبح جميلا بعدي وهذه أولى رسائلي للمصريين
لماذا عاد أخطر رجل في العالم
من مكان بعيد مظلم بارد في قبو موحش تحت مقر الحزب النازي، الرايخ الثالث، كنت أسمع أصوات القصف والقنابل تنهال على مدينتي الجميلة برلين، ليمر أمامي شريط حياتي ما بين انجازاتي واخفاقاتي، ورحلة صعودي وانحطاطي، وما بين النهوض بألمانيا وتحقيق أكبر معجزة اقتصادية وعسكرية في العالم، إلى الهبوط المدوي وتدمير كل شيء وانتخاري.
والأن ومن مكان ما في السماء أرى العالم وما يجري فيه وأتفاجأ بأن التاريخ يعيد نفسه تماما، ولم يتعلم البشر من أخطائهم السابقة ولم يستفد أحد من أخطاء الأخرين وخاصة أخطائي التي اعترف أنها كانت كارثية رغم ما حققته خلالها من إنجازات تاريخية.
وسأبدأ من هنا كتابة رسائل للعالم وخاصة الشعب المصري الذي يعيش حاليا حالة تشبه إلى حد بعيد حالة بلادي ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، من حالة تخبط واضطراب ومؤامرات لا يمكن أن ينكرها إلا متواطئ أو غافل، مثلما تآمر الجميع على ألمانيا فكانت فريسة لليهود والغرب المتوحش والشيوعيين المتجبرين، الجميع أرادها ذليلة ضعيفة، حتى جيرانها أرادوا السيطرة عليها.
المصريون يمكنهم تحقيق المعجزة
وما شجعني على كتابة هذه السطور والبوح بأسرار ومكنون نفسي وشرح الحقائق وتقديم النصائح لمساعدة المصريين في مواجهة المكائد والخروج من النفق المظلم، هو أنني رأيت أن الظروف مواتية ليحقق المصريين نفس المعجزة التي حققتها ألمانيا.
فالشعب المصري العظيم الضارب بجذوره في عمق التاريخ يشبه إلى حد بعيد الشعب الألماني في صموده وقوته وعظمته وصبره وتحمله ويمكنه تحقيق المستحيل من أجل بلاده.
كما أن مصر يمكنها أن تنجح مثلما نجحت ألمانيا بمقوماتها البشرية والطبيعية لتتحول إلى دولة قوية فتية يهابها الجميع، لكن سأظل أحذركم من الانزلاق لأبعد من هذا حتى لا تقعوا في الخطأ الذي وقعت أنا فيه، وقدت ألمانيا منذ عام 1939 إلى أتون حرب عالمية ضروس دمرت كل شيء.
اليهود والمتطرفون ومستغلوا الدين
لكن في البداية أؤكد لكم أنني عندما توليت حكم ألمانيا 1933، كانت بلادي محاطة باللئام والأعداء بالداخل والخارج يتآمرون عليها ويريدون إذلالها واخضاعها، الشيوعيون واليهود وعملاء الغرب المتوحش والشرق المتجبر والمتطرفون والمتدينون، الجميع يريد أن يختطفها.
كان الألمان يختلفون ويتصارعون ويقلتون بعضهم البعض في الشوارع وفي طوابير الخبز والغذاء الطويلة، البطالة تعصف بالجميع الفقر يضرب أجسادهم بلا رحمة والغلاء الفاحش من محتكرين في الداخل ومستغلين في الخارج يستولون على خيرات البلادج ويقاومون أي نظام أو جهة تقف أمامهم وتحاول التصدي لجشعهم فأصبحوا أقوى من أي حكومة أو نظام ويدين لهم الإعلاميون والسياسيون بالولاء.
فكان لزاما علينا تفكيك هذه المافيا واتخاذ إجراءات قاسية للقضاء على الاحتكار وعودة الحق لأصحابه، وقد وعدت الألمان بالخير والرخاء وطلبت منهم الصبر والأمل، فصبرنا معا وتحملنا لسنوات طويلة وتعرضنا لمؤامرات ومكائد من الداخل والخارج، لكننا تخطيناها معا، وأنجزنا معجزة اقتصادية فاقت التوقعات، وسأسرد هذا بالتفصيل.
ومع البدء في كتابة أي شيء أود أن استعرض معكم بعض النصائح الهامة، التي عشتها وعايشتها وأرى أن البعض يحاول أن يروجها ويدسها على العقل المصري ويحولها إلى حقيقة وواقع بل ومنطق بالباطل، ومنها :
ليس كل من دخل السجن يوسف
يحاول الكثيرون أن يدسوا في عقول المصريين مثلما حاولوا أن يفعلوا مع الألمان أن السجن هو طرق النضال والكفاح وكل من يسجن في عهد حاكم مستبد أو ظالم هو بطل وعندما سيخرج سيصبح قائدا، وأن جميع كل من في السجون هم مظلومون وأبرياء وسينتصرون في النهاية.
وأعتقد أن التجربة أثبتت عكس ذلك، وليس كل من السجون يوسف النبي، بل منهم مجرمون وقتلة يدعون الفضيلة والصلاح والتقوى وأنهم شعب الله المختار وأولياءه، مثلما فعل اليهود من قبل، والآن بعد ما رأيتم ما فعلوه في العالم والدماء التي سفكوها تيقن الجميع أنهم كانوا يستحقون السجون التي وضعتهم فيها.
ليس كل من يجاهر بحب الوطن يريد مصلحته
بالطبع هناك حقيقة أخرى هامة وهي أنه ليس كل ما يجاهر أو يجهر بحب الوطن هو بالفعل يحبه ويعمل لصالحه، بل هناك الكثير من العملاء والخونة وبائعي الوطن يتغنون بحبه ويظهرون النضال من أجله، وهم في الواقع نخاسون ينتظرون الفرصة المناسبة لبيعه.
ومنهم من يسبه ويلعنه ويشمت فيه ويتحين الفرصة ليضحك من أبنائه ودماءهم، ويدين بالولاء للخارج أكثر من تراب وطنه، وهؤلاء كانوا الشيوعيين الذين قتلوا المئات من الألمان ورفعوا أسلحتهم في وجه بني شعبهم من أجل أفكارهم وولاءهم لمن هو بالخارج.