صحيفة أفريقية تحث مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل لاتفاق بشأن ملء سد النهضة
دعت صحيفة جنوب أفريقيا “ميل اند جارديان” ، مصر وإثيوبيا والسودان إلي حل المشاكل المتعلقة بنهر النيل قبل فوات الآوان، وحثت الشركاء الخارجيين علي تشجيع مصر وإثيوبيا والسودان على التعامل مع النزاع ليس كصراع وجودي ولكن كفرصة لإقامة شراكة لتقاسم الموارد.
وتقول صحيفة” أن النزاع الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن تقاسم مياه النيل مازال في طريق مسدود، رغم تخفيف حدة التوتر مع تغير السلطة في إثيوبيا في ابريل عام 2018، إلا أن الأطراف لم تحرز سوي تقدم ضئيل لحل أزمة قرار أديس أبابا لعام 2011 لبناء سد النهضة لتوليد الطاقة الكهرومائية، وتخشي مصر من أن بناء السد سيقلل تدفق المياه بشكل كبير في مجرى نهر النيل وبالتالي يعرض أمنها القومي للخطر”.
وأشارت الصحيفة إلي زيارة رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد ، القاهرة في يونيو 2018 ووعد بضمان إلا تضر مشروعات التنمية في إثيوبيا بمصر، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي” إن بلاده تدرك أن حل الخلاف لن يكون بالنزاع العسكري” ، وعلى الرغم من العلاقات الدافئة ، لم يتحقق تقدم كبير في التوصل إلى حل
وتدعو الصحيفة السلطات المصرية والإثيوبية والسودانية إلي تفكير بتبني نهج تدريجي للاتفاق على طريقة للمضي قدماً لتقاسم مياه النيل والاتفاق علي ملئ خزان سد النهضة.
في البداية ، اقترحت إثيوبيا ملء السد في غضون ثلاث سنوات ، في حين اقترحت مصر ملئه خلال 15 عامًا، والتوصل لاتفاق بشأن هذا الأمرينبغي أن تتعاون إثيوبيا تعاونًا تامًا مع شركائها في المرحلة النهائية والأخذ بدراسات الدعم التي تسعى إلى تحديد الجدول الزمني الأمثل لمعدل الملء.
وتري الصحيفة أن الدول الثلاث يجب ان يحصلوا على دعم من طرف ثالث، شريك متفق عليه بشكل متبادل لكسر حالة الجمود، وينبغي أن توافق إثيوبيا أيضًا على زيادة معدل الملء حتى يتسارع مع مرور الزمن بأمطار الوفيرة ، مما يقلل من تعطل تدفق المياه.
وللحد من الشك المتبادل ، يجب على القادة اتخاذ عدد من تدابير بناء الثقة، يجب على رئيس الوزراء أبي دعوة نظرائه المصري والسوداني للقيام بجولة في موقع إنشاء، مما يبرز استعداد إثيوبيا لمعالجة مخاوف دول المصب، إن مثل هذه المظاهرة للنوايا الحسنة الإثيوبية يمكن أن توفر للسلطات المصرية مساحة لإجراء التعديلات اللازمة ، لا سيما تحسين نظم إدارة المياه غير الفعالة، و من جانبها ينبغي أن تعلن القاهرة أنها لن تدعم جماعات المعارضة الإثيوبية المسلحة ، لتهدئة مخاوف أديس أبابا.
وتدعو الصحيفة الشركاء الخارجيين إلي تشجيع مصر وإثيوبيا والسودان على التعامل مع النزاع ليس كصراع وجودي ولكن كفرصة لإقامة شراكة لتقاسم الموارد، ويمكن للشركاء الخارجيين المساعدة في بناء الثقة، قد يقدم بنك الاستثمار الأوروبي ، تمويل إلي أديس ابابا للمرحلة الأخيرة من بناء السدود، و يكون التمويل مشروطًا بتعاون إثيوبيا في النقاط الشائكة مثل معدل الملء.
و ينبغي أن يواصل الاتحاد الأوروبي محادثاته مع بلدان المصب بشأن الضمانات المحتملة، بما في ذلك القروض وغيرها من الأدوات لدعم تلك البلدان في السنوات التي تتعرض فيها للجفاف أو الصدمات الأخرى للأمن الغذائي وتشكل خطراً.
وتقترح الصحيفة أن تقدم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، بالإضافة إلى قطر وتركيا ، استثمارات ثنائية أو ثلاثية في الزراعة في إثيوبيا و السودان، وتوفير لمصر إمدادات مخفضة وموثوق بها من السلع الأساسية ، وخاصة القمح والأرز.
ويمكن للولايات المتحدة والصين ، اللتين تتمتعان بعلاقات وثيقة مع بعض حكومات حوض النيل ، تشجيع الأطراف أيضًا على حل نزاعاتهم قبل اكتمال مشروع قانون التنمية المستدامة.
وأضافت الصحيفة أن بعد ذلك ينبغي للسلطات في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم أن تمهد لمزيد من المناقشات الموضوعية لإطار طويل الأجل لإدارة حوض النيل لتجنب الأزمات المماثلة في المستقبل.