القمة العربية الأوروبية بمصر فرصة للتعامل مع التحديات العالمية والاقليمية
تعد القمة العربية الأوروبية التي تعقد اليوم الأحد في مدينة شرم الشيخ بمصر فرصة للتعامل مع التحديات العالمية والاقليمية، وهي القمة الأولي من نوعها لجمعها قادة الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وبمثابة فرصة كبير لكلا الطرفين.
قمة شرم الشيخ نجاح باهر للدبلوماسية المصرية
وبحسب صحيفة “جلف نيوز”، تجذب القمة المنعقدة في شرم الشيخ لمدة يومين العديد من رؤساء الدول والحكومات في العالم العربي وأوروبا.
وقال المحلل السياسي صلاح الهادي: “إن عقد هذه القمة في مصر يمثل نجاحاً باهراً للدبلوماسية المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقمة دليل علي الاستقرار والأمن في مصر بعد سنوات من المشاكل”.
ويري صلاح ان القمة مهمة للعرب والأوروبيين من حيث توقيتها وجدول أعمالها، حيث يجتمع القادة مع استمرار المشاكل المدمرة في المنطقة العربية وأوروبا.
القمة العربية الأوروبية دليل علي استقرار مصر
وأضاف صلاح أن القمة بمثابة شهادة علي استعادة الاستقرار بمصر وتأكيد علي ثقل مصر في المنطقة والعالم.
ويتوقع هادي ان التزام أوروبا باتفاق نووي مثير للجدل مع إيران في عام 2015 سيكون محور المحادثات بين الكتلتين العربية والإتحاد الأوروبي، حيث تتهم دول الخليج إيران بإذكاء الاضطرابات في المنطقة العربية.
في مايو الماضي ، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي ، متهما طهران برعاية الإرهاب ، وأعاد فرض العقوبات على إيران. ومع ذلك أعادت أوروبا التأكيد على الالتزام بالاتفاق.
ويتابع صلاح: ان هناك ما يكفي من الأدلة على أن السلوك الإيراني عدواني ، وضار بالأمن القومي العربي، ويجب على الأوروبيين أن يأخذوا هموم العرب بعين الاعتبار وأن يحاولوا على الأقل جعل طهران تغير سلوكها.
وأضاف صلاح أن تجمع شرم الشيخ فرصة في الوقت المناسب للعرب وأوروبا لإجراء حوار صريح واتخاذ خطوات عملية من شأنها أن تخدم مصالحهم المتبادلة بعد تقلص الدور الأوروبي في المنطقة في السنوات الأخيرة تاركين الساحة لقوي أخري مثل الولايات المتحدة وروسيا، وتعد القمة علامة جيدة من أوروبا لمحاولتها بشكل مستقل عن أمريكا.
جدول اعمال القمة
ولفتت الصحيفة إلي جدول اعمال قمة شرم الشيخ سيركز علي الهجرة ومحاربة الإرهاب والصراعات التجارية والإقليمية في المنطقة العربية، وتتضمن القمة مناقشة الوضع في ليبيا واليمن وسوريا.
وبحسب الصحيفة، ان فرنسا وإيطاليا في الأشهر الأخيرة شوهدوا وهما يتنافسان علي النفوذ في ليبيا التي غرقت في الفوضي منذ ثورة عام 2011 التي اطاحت بمعمر القذافي، ومنذ ذلك الحين تحولت ليبيا إلي طريق عبور للمهاجرين الذين يسعون الدخول إلى أوروبا بشكل غير قانوني، ويعتقد أن المنافسة الفرنسية الإيطالية أثارت اضطرابات ليبيا.
وقالت رخا أحمد ، مساعدة وزير الخارجية المصري السابق: “أثبتت التجربة في السنوات الأخيرة أن الوضع الأمني في المنطقة العربية وأوروبا متشابك، وتأثرت أوروبا سلباً من تداعيات بعض الأزمات العربية مثل ليبيا”.
وأضافت رخا: أن قمة شرم الشيخ ستسعى إلى نزع فتيل التوترات العربية وإعادة تنشيط الروابط العربية الأوروبية، وهناك رغبة قوية من كلا الجانبين لتحقيق مزيد من التعاون بينهما ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة الغير شرعية إلى أوروبا.