تعرف على القائد الحقيقي للمظاهرات في إيران..ما هي عوامل فشل ونجاح ثورة إيرانية؟
تصاعدت الأحداث في إيران واتسعت رقعة الاحتجاجات الغاضبة لتجتاح مدنا بكاملها في جميع أرجاء البلاد، وسقط أكثر من 30 قتيلا وتم اعتقال المئات، وبدأ النظام الإيراني يشعر بالقلق خاصة من عدم ظهور قادئ فعلي أو حتى مجموعة قادة يمكن القبض عليهم أو تصفيتهم لإنهاء المظاهرات.
وأشارت تقارير غربية إلى ان الحركات الاحتجاجية يقوم عليها مجموعة من الشباب الناقمين على حكم الملالي والرافضين للحكم الديني وأنه لا توجد قيادة موحدة أو معروفة لهذه الاحتجاجات حتى الآن.
الهواتف الذكية تتغلب على قمع النظام
لكن مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية كشفت عن أن القائد الفعلي للمظاهرات هي “الهواتف الذكية” التي تفوقت على قمع النظام واستخدمها المتظاهرون للتنسيق والحشد والتحايل على القبضة الحديدية وقطع الاتصالات وحظر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت المجلة إن الهواتف الذكية تمثل السلاح الأبرز في هذه المظاهرات والتي ستصنع الفارق بعكس مظاهرات 2009 او الحركة الخضراء، التي خرج فيها الملايين احتجاجا على فوز الرئيس السابق محمود أحمد نجاد.
إيران دفعت مليار دولار لحزب الله و100 مليون لحماس العام الماضي
وأثناء مظاهرات 2009 كان عدد من يحملون الهواتف الذكية أقل من مليون، لكن اليوم فهناك حوالي 48 مليون هاتف ذكي مع الشباب والمتظاهرين، وكلها تتصل بوسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الهاتفية، ويعتقد أن عدد مستخدمي تطبيق (تلجرام) يزيد على 40 مليون شخص، وهم بعيدون عن رقابة الحكومة، لكنهم ليسوا بمأمن عن الإغلاق لو قررت الحكومة الإيرانية تعطيل الإنترنت.
عقبات أمام نجاح الثورة
ويشير التقرير إلى وجود عقبات كبيرة امام نجاح الثورة الحالية، لكن الأمر ليس مستحيلا.
ومن أبرز هذه العقبات أن النظام الحاكم هو أتوقراطي إسلامي يتصدى لليبراليين، مقارنة مع دول الشرق الأوسط، التي حكمتها أنظمة علمانية، سلطت قمعها على المعارضة الإسلامية.
ويرى الكاتب أن “المقاربة ليست متساوية بين النظام والمتظاهرين، فهؤلاء هم مواطنون عزل وغير منظمين أو مسلحين، يواجهون ثيوقراطية مسلحة ومنظمة وجشعة وتحب الشهادة، وهذه ليست وصفة جيدة للنجاح”.
عوامل نجاح الثورة في إيران
ومع هذا فإن هناك عوامل وفرص نجاح هامة ومؤثرة ومنها أن الاحتجاجات الحالية هائلة وغير مسبوقة وتنتشر في مدن ومساحات واسعة بالبلاد وهو ما سيرهق النظام وقواته وقد يمنعهم من السيطرة عليها بشكل كامل.
وهناك ايضا انهيار صورة الولي الفقية والحكم الديني حتى أن الاحتجاجات في معقل للنظام، وهي مدينة مشهد ، حيث بدأ المتظاهرون يهتفون بشعارات داعية للخروج من سوريا “والتفكير بنا”، ومن ثم انتقلت إلى قم، المدينة المقدسة، التي عبر فيها المتظاهرون عن حنين لرضا شاه، المستبد الإيراني الذي قمع رجال الدين.
فأصبح النظام الديني منبوذا ومرفوضا بشكل كبير في إيران حاليا.
وتوسعت إلى مدن المحافظات، حيث هتف المشاركون في نجف أباد “لا نريد الجمهورية الإسلامية”، وفي رشت “الموت للحرس الثوري” و”الموت للديكتاتور” في خرم أباد، وانتشرت إلى طهران حيث اعتقل المئات.
كما ان العوامل التي أدت لخروج المظاهرات لن يمكن أن تنتهي سريعا مما سيجعل الاحتجاج مستمر فضلا عن أن سقوط قتلى يزيد من العداء بين النظام والشعب.
أسباب المظاهرات
ومن أبرز تلك العوامل ارتفاع كلفة المعيشة، والفساد المستشري، وسوء الإدارة والغش، بالإضافة إلى عامل آخر في إيران، وهو خليط من القمع السياسي والاجتماعي، الذي يدار من رأس هرم الدولة الدينية”.
كما ان القمع السياسي مستمر وبقوة، فنسبة حالات الإعدام في إيران هي الأعلى، وتعامل المرأة في إيران على أنها مواطنة من الدرجة الثانية، ولا تتسامح الحكومة مع المثليين والأقليات الدينية، والسبب هو أجهزة القمع/ الإكراه للدوله -الحرس الثوري والباسيج- وهي مسلحة ولديها خبرة واسعة في القمع، وبالمقارنة فإن المعارضين للحكومة ليسوا مسلحين أو منظمين ودون قيادة أو وجهة.
بالإضافة إلى أن الحكومة لديها مليشيات تدربها منذ عقود مثل حزب الله، ولهذا فإن قمع المتظاهرين في إيران سيكون أسهل على المليشيات من قتال جماعات المعارضة السورية أو الجهاديين.