قصة أغنية”بيقولوا صار عندك ولاد”.. قالتها فيروز لزياد الرحباني في أول لقاء بينهما بعدما هجر لبنان ليتزوج حبيبته.
«كيفك قال عم بيقولو صار عندك ولاد، أنا والله كنت مفكرتك براة البلاد»، تحكي الكلمات قصة مؤلفها زياد الرحباني ابن الست فيروز مع والدته، فما هي قصة أغنية كيفك انت .
الأغنية التي صارت واحدة من أهم ما تغنت به فيروز على مدار مسيرتها الغنائية، وأهم ما لحن وكتب الموسيقار زياد الرحباني
اعتقد كثير ممن سمعوها أنها تجسد حالة حبيبة تغني لحبيبها السابق وتسأله عما إذا كان تزوج بعدما هجرها.
لكن للأغنية قصة أخرى، كان قد كشف عنها الرحباني نفسه في لقاء مع الإعلامية اللبنانية ديما صادق
حين هجر لبنان ليتزوج بحبيبته دلال كرم، التي أنجب منها لاحقاً نجله المخرج عاصي الرحباني.
سافر زياد ليركض وراء حبه، ولم يكن قد أبلغ أحداً بموعد عودته، لكن ما حدث أنه كان برفقة صاحبه في لبنان، الذي عاد إليه فجأة فقابل فيروز، التي باغتته بسؤالها: «كيف انت».
واستطردت بسؤال آخر حين سألته: «عم بيقولوا صار عندك ولاد، أنا والله كنت مفكرتك براة البلاد»، لأنها لم تكن تعرف أنه قد عاد إلى لبنان مجدداً.
كتب الرحباني كلمات الأغنية من وحي حديثه مع فيروز وعرضها عليها، وفي كواليس الأغنية التي استمرت مرحلة التحضير لها 4 سنوات، قصة أخرى.
«كيفك انت».. 4 أعوام في التحضير
وتكمن قصة هذه الأغنية في كواليس صناعتها، فقد ترددت السيدة فيروز 4 سنوات قبل أن تغنيها، ويروي زياد الرحباني قصة الأغنية وكيف أقنع فيروز بها.
ففي يوم من دون كهرباء، ذهب زياد إلى زيارة فيروز في منزلها بمنطقة الروشة على كورنيش بيروت، ومعه شريط يحمل الأغنية بصوته
وطلب منها أن تستمع لها، فقالت عندما تأتي الكهرباء، ولكن زياد أصر على أن تسمعها في وجوده، حتى يوضح لها الكلمات، لأن صوته أحياناً يكون غير واضح، وكان يحمل معه جهاز تسجيل بالبطارية.
جلست فيروز تستمع للأغنية في سكون، ثم سألت زياد: «هيدي شو بدنا نعمل فيها؟»
واستغربت فيروز الكلمات، خصوصاً «ملا أنت»، فترك لها زياد الأغنية لتسمعها وتقرر، لكنها أخذت 4 سنوات حتى وافقت على غنائها.
أصدرت فيروز ألبوماً غنائياً يحمل اسم الاغنية عام 1991، و رغم حالة الجدل التي صحبتها، خصوصاً حول عبارة «كيفك أنت.. ملا أنت»
حققت الأغنية أعلى المبيعات عند صدورها وما زالت تتصدر القوائم الغنائية.
كلمات أغنية «كيفك انت»
بتذكر آخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقت آخر كلمة قلتا
وما عدت شفتك وهلق شفتك
كيفك أنت ملا أنت
بتذكر آخر سهرة سهرتا عنا
بتذكر كان في واحدة مضايق منا
هيدي أمي بتعتل همي
منك إنتا ملا إنتا
كيفك قال وعم بيقولو صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكرتك براة البلاد
شو بدي بالبلاد الله يخلي الولاد
بيطلع عبالي ارجع أنا واياك
انت حلالي ارجع أنا وياك
أنا وانت ملا انت
بتذكر آخر مرة شو قلتلي
بدك ضلي بدك فيكي تفلي
زعلت بوقتا وما حللتا
أنو انت هيدا انت
بترجع عراسي رغم العيال والناس
إنتا الأساسي وبحبك بالأساس
بحبك أنت ملا أنت
أغاني جمعت فيروز وزياد رحباني
التعاون الثاني بين زياد وفيروز أفرز حالة من الإبداع الفني التي ظلت حاضرة في كل ثنائياتهما، هذه أبرز الأغاني التي جمعت فيروز بنجلها زياد.
«سألوني الناس»
كانت أول أغنية تجمع الثنائي المميز عام 1972، وتغنى بها حين أُصيب عاصي الرحباني بنزف في المخ دخل على أثره المستشفى
في الوقت الذي كانت تقدم فيروز فيه مع الأخوين رحباني مسرحية «المحطة»، وكتب منصور الرحباني أغنية «سألوني الناس عنك يا حبيبي»، لتعبّر بها فيروز عن حزنها لمرض عاصي، وقام بتلحينها «زياد»، ليبهر جميع أفراد العائلة بموهبته.
«ع هدير البوسطة»
لم تكن هذه الأغنية لفيروز، ولكنها كانت ضمن عمل مسرحي، وحين سمعها والده اشتراها منه، فوافق على بيعها مقابل 500 ليرة لبنانية
وأثارت الأغنية ضجة وقت نزولها حين غنتها فيروز لأول مرة في حفل لها بباريس.
واتهمتها الصحافة بالتشجيع على الخيانة الزوجية، لكن زياد دافع عن مقطوعته الغنائية
وقال إن كلماتها بسيطة وسلسة، مستمدة من واقع الحياة، وهذا لا يعني أنها مبتذلة أو تافهة.
«يا ليلي»
اعتمد زياد في لحن هذه الأغنية على موسيقى الجاز وإيقاع الديسكو، واستخدم 3 آلات موسيقية فيها، هي البيانو والغيتار والساكسفون
وأدخل عليها أصوات الجمهور وتصفيقهم وصخب الحفلات على الأغنية المسجلة في الاستوديو، لتأخذ طابع الأغاني المسجلة من الحفلات المباشرة وتأخذ حيويتها من أصوات الجماهير.