لصوص يسطون على مصرف بطريقة «خطيرة» في بلجيكا
خلَّفت عملية سرقة مصرف حيرة كبيرة لدى الشرطة البلجيكية، بسبب الطريقة التي استعملها اللصوص من أجل الدخول إلى الخزينة الرئيسية، التي كانت مليئة بالمجوهرات، خاصة أن المصرف يوجد بالقرب من أكبر سوق للألماس في العالم، ووصفها البعض بكونها سرقة القرن الثانية.
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، يبحث المُحققون في مدينة أنتويرب البلجيكية عن أدلةٍ داخل أنابيب الصرف الصحي، في سوق الألماس في المدينة، بعد أن زحفت مجموعة من اللصوص فيما يبدو لاقتحام بنكٍ يحمل صناديق ودائع آمنة مليئة بالمجوهرات، في قضيةٍ جنائية تصلح أن تكون عملاً سينمائياً.
أنابيب الصرف الصحي للوصول إلى الخزينة الرئيسية
حينَ حضر رجال الشرطة إلى بنك BNP Paribas Fortis، فتحوا باب الخزينة الرئيسي، التي كانت لا تزال مُؤمَّنة، ليعثروا على نحو 30 صندوقاً من صناديق الإيداع فارغةً، ووجدوا حفرة في الأرض، ونفقاً يوصِّل إلى شبكة المجاري.
تشير التحقيقات الأوَّلية بخصوص سرقة القرن الجديدة إلى أن اللصوص شرعوا في عملهم في مبنى آخر، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، 3 فبراير/شباط، ومن ثمَّ انتقلوا عبر نفقٍ حُفِرَ بطول أربعة أمتار (13 قدماً)، ينتهي بأنابيب الصرف الصحي أسفل الطريق.
ولكي يقتربوا من البنك، يبدو أنَّ اللصوص زحفوا عبر أنبوب الصرف الصحي، يُقال إنَّ طوله يتراوح ما بين 40 سنتيمتراً ومتر واحد، قبل استكمال حفر أربعة أمتارٍ أخرى، وبدء ظهورهم بين خزائن البنك.
في عملية سطو شبيهة بـ » سرقة القرن «
علِم أول شرطي بعملية السطو حينَ دقَّت شركة الأمن التابعة للبنك صافرة الإنذار في الساعة 1:43 ظهراً، يوم الأحد 3 فبراير/شباط. وحينَ وصل رجال الشرطة تبيَّن لهم أنَّ الخزينة «لا تزال مُؤمَّنة، ولكنَّ صافرة الإنذار كانت تعمل».
يقع البنك على أطراف ساحة أكبر سوق للألماس في العالم، ويُقدَّر حجم مبيعاتها السنوية بـ54 مليار دولار. كانت حادثة السطو تلك مشهداً فيما يُعرف بـ » سرقة القرن «، التي وقعت في عام 2003، حينَ سُرقت مجوهرات تفوق قيمتها 100 مليون دولار من خزينة.
قال ويليام ميغوم، المتحدث باسم شرطة أنتويرب: «عُثِرَ على نفقٍ يوصِّل لشبكة الصرف الصحي. أجرينا أولاً قياساتٍ على الغاز لمعرفة ما إذا كان النزول إليه آمناً. وبعد ذلك، عثرنا في شبكة المجاري على نفقٍ آخر يؤدِّي إلى شارع Nerviërsstraat».
وفي علامة تكشف تخطيط اللصوص لعملية السطو، عُثِرَ على مرتبةٍ ومُعداتٍ للحفر داخل أنابيب الصرف الصحي.
رفضت إدارة البنك التعليق بشأن حجم عملية السرقة، واجتُمع بالعملاء المعنيين في مكتب البنك، يوم الإثنين 4 فبراير/شباط، بعدما انتشر خبر السرقة، حيث طلب الموظفون منهم الكشف عن محتويات الصناديق خاصتهم.
وقال مكتب المدعي العام في بيانٍ له: «نحن نُحقق في حجم السرقة، وليس بمقدورنا تقديم المزيد من المعلومات. في الوقت الحالي لا يُمكن القبض على أيٍّ من المشتبه بهم».
يُذكر أنَّ رجال الشرطة فتَّشوا مبنى مقابلاً للبنك في شارع Nerviërsstraat يوم الأحد. وألقي القبض على شخصٍ ما، لم يُذكر اسمه، لاستجوابه، ولكن أُفرِجَ عنه فيما بعد.
خاصة أنها حيَّرت المحققين، وحتى المهندسين!
علِمَ سكان منطقة أنتويرب بحادث سرقة القرن الجديدة للمرة الأولى حينَ أزال أفراد الشرطة كافة أغطية البالوعات الموجودة في وسط Nerviërsstraat، بعد ظهر يوم الأحد.
وكذلك أخبرت امرأة تسكن في شارعٍ مُجاور صحيفة Het Nieuwsblad البلجيكية، أنَّها سمعت «الكثير من الضجيج والطرق» من الجيران في الأيام القليلة الماضية.
شبَّهت الصحيفة هذه الجريمة بحادثة سرقة شهيرة وقعت عام 1976، التي تُشبه أحداث فيلم Ocean’s Eleven، حينَ استخدم 12 شخصاً شبكات الصرف الصحي لاقتحام خزائن بنك Société Générale في وسط مدينة نيس الفرنسية.
إذ أفرغ أفراد تلك العصابة ما يفوق 300 صندوق من الودائع الآمنة مما تحتويه من سبائك ذهب، فضلاً عن الأموال النقدية والمجوهرات التي تُقدَّر بحوالي 50 فرانك (ما يُعادل 31.21 دولار أمريكي)، قبل فرارهم في الوقت المُناسب للهروب من مياه الصرف الصحي التي كانت تغمر البنك.
وفي تعليقٍ منه، قال روجر مورتهامر، المتحدث باسم الشرطة الفيدرالية: «ليست لدينا أي فكرة في الوقت الحالي عن الجُناة».
وقالت إلس ليكنز، من شركة Aquafin الهندسية، لصحيفة Het Laatste Nieuws، إنَّ عملية السرقة كانت خطيرة للغاية. وأوضحت: «لا أعرف كيف استطاع هؤلاء اللصوص أن يخرجوا أحياء من هناك. حينَ تهطل الأمطار، تدخل مياه الأمطار إلى المجاري، ومن الممكن أن تملأ الأنابيب بسرعة كبيرة، وهو ما يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى غرقهم هناك».