الحرب الباردة التكنولوجية بين الغرب والصين لايمكن أن تنتهي إلا بالصراع
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، تقريرا مطولا بعنوان “الحرب الباردة التكنولوجية بين الغرب والصين لايمكن أن تنتهي إلا بالصراع”.
تقول الجريدة إن الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين لا يقل عن أحد أبرز المشكلات المعاصرة لكن مدير العملاق التكنولوجي الصيني هواوي حاول خلال منتدى دافوس الاقتصادي أن يقلل من أهمية هذا الصراع بحيث يبدو أن عالمنا لا يواجه إلا مشكلة عسر هضم بسيطة.
وتواصل الجريدة بالقول إنه ورغم محاولات الوفد الصيني تقريب وجهات النظر الأسبوع الماضي في العاصمة الأمريكية إلا أن الضرائب التي تبلغ 10 في المئة والتي فرضها ترامب على واردات الحديد والألومينيوم من الصين والتي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار سنويا ستشهد في الغالب زيادة عاجلة لتبلغ 25 %مالم يتفق الجانبان.
وترجح الجريدة أن ترامب ربما يركز اهتمامه على شركة هواوي التي تعد اكبر مصنع للهواتف النقالة في العالم، وهو الأمر الذي لايتوقف فقط عند إمكانية القرصنة الإليكترونية على أجهزة الأمريكيين بل يتعلق بالعبارات الساخرة لترامب والتي يوضح من خلالها “كيف يسرق الصينيون بلادنا”.
وتضيف الجريدة أن الأمر بالنسبة لهواوي لا يتعلق فقط بالمنافسة مع أبل وسامسونغ خاصة بعدما تخطت هواوي شركة أبل لتحتل المرتبة الثانية في سوق مبيعات أجهزة الهواتف النقالة، لكن الشركة تسعى للتحول إلى مؤسسة لحرية التفكير والإبداع وهو ما انعكس على مبانيها الإدارية وأبرزها المبني الواقع في مقاطعة شينزين لكن “للأسف حرية التفكير ليست أمرا متاحا بشكل كبير في الصين”.
وتوضح الجريدة ان الصين و الولايات المتحدة تسيطران على أكثر من 80 في المئة من المواهب في مجال التكنولوجيا لكن الجامعات الصينية لن تتمكن من التفوق على نظيراتها الأمريكية وهو ما يعزز فكرة البعض عن إمكانية مشاركة البلدين إحتكار مجال تكنولوجيا المعلومات بشكل ثنائي وهؤلاء هم المعسكر المتفائل، أما المعسكر المتشائم فيرى ان الفرضية التاريخية تحتم الصراع بين قوة مسيطرة حسب الوضع الراهن وقوة أخرى صاعدة.
وتختم الجريدة قائلة أما الإجابة على السؤال القائل “لماذا لاتصل الصين والولايات المتحدة إلى صيغة تفاهم كما حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في السابق” فتأتي على لسان عدد من المفكرين في الجانبين وهي أن سباق التسلح الإليكتروني الذي بدأ بالفعل لن يسمح بذلك، فالحرب الباردة استمرت كذلك لأن فصولها جرت بين أطراف اخرى بالوكالة وبسبب المخاوف من آثار الحرب النووية أما الجيل الخامس من الحروب الإليكترونية والذي يتم تطويره بسرعة الآن، فلا قوانين تحكمه ولا مسافات تحده.