إسرائيل: تصريحات حسن نصرالله دليل على فشل حزب الله أمام عملية “درع الشمال”
اعتبر مسؤولون وصحفيون إسرائيليون أن تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بعد صمت طال نحو شهرين، دليلا على فشل الحزب أمام عملية “درع الشمال” للجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، آفي ديختر، في حديث إلى هيئة البث “مكان” الإسرائيلية، إن مقابلة نصر الله التي بثتها قناة “الميادين” مساء أمس السبت تؤكد نجاح العملية العسكرية التي أعلنت إسرائيل أنها توجت باكتشاف وتدمير ستة أنفاق هجومية عابرة للحدود مع لبنان حفرها “حزب الله”.
وأوضح: “باعتقادي، لا يجب علينا التساؤل بشأن سبب خروجه من الصمت، بل عن سبب صمته طيلة هذه الفترة. الصمت المستمر لأشهر أمر غير معتاد عليه سواء من قبل لبنان أو العالم العربي أو إيران، وبالتأكيد لا بشأن الحديث عن مسائل تتعلق بإسرائيل. ويبدو أن صمته يعكس صعوبة الوضع الذي وجد نفسه فيه”.
وذكر المسؤول أن حزب الله كان ينشئ تلك الأنفاق الهجومية خلال سنوات “ولم يكن نصر الله ولا أنصاره، الذين احتفظوا بهذا السر خلال سنوات، مستعدين للضربة التي وجهتها إليهم عملية “درع الشمال”.
وقرأ ديختر في تصريحات نصر الله تلميحا إلى وجود مزيد من الأنفاق الهجومية عند الحدود، قائلا: “تملك إسرائيل وسائل لاكتشاف الأنفاق الأخرى.. إذا كان ذلك جزءا من خطة حزب الله لعملية ضدنا، فإن ذلك يعني وجود جزء آخر وينبغي أن يقلقنا ذلك لا أقل”.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن حزب الله يعرف أن انتقاله من وضع خطط لمهاجمة إسرائيل إلى تطبيقها سيستدعي “ردا غير مسبوق لا يمكنه أن يتخيله”، مضيفا أن تل أبيب لن تسمح لحزب الله بامتلاك صواريخ عالية الدقة.
من جانبه، اعتبر المتحدث الناطق باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على “تويتر”، أن تصريحات نصر الله كانت “مجرد ترديد لنفس الكلام”، قائلا إن الأمين العام لحزب الله “يحاول أن يجعل من الضعف قوة”، لأنه “معزول من جميع الجهات”.
وفي تعليق صحفي على خطاب نصر الله، أشارت جريدة “تايمز أوف إسرائيل” الإلكترونية إلى أن نصر الله، على الرغم من اعترافه بوجود أنفاق عابرة للحدود سبق أن أعلنت عنها إسرائيل، “سرعان ما حوّل الحادث الذي كان من المفترض أن يحرج حزب الله إلى وسيلة للدعاية وردع إسرائيل، من خلال مخاطبة وتهديد الجمهور المتيقظ في الدولة العبرية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصر الله استغل، بكل ما في وسعه، مقابلته تلك لإخافة المواطن الإسرائيلي، وتابعت: “لو هبط كائن فضائي في المنطقة واستمع إلى مقابلة نصر الله، دون علم شيء عن توازن القوى الحقيقي بين إسرائيل وحزب الله، لخلص إلى استنتاج أن حربا مستقبلية محتملة ستعرض للخطر وجود إسرائيل وليس بالعكس.. فحزب الله لا يزال تنظيما خطيرا قادرا على إلحاق أضرار هائلة، لكنه لا يشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل”.
وتابعت: “في المقابل، سيكون مستقبل حزب الله والدولة اللبنانية عموما على المحك في الحرب المحتملة. لكن من الواضح أن نصر الله ينسى ذلك أحيانا. ربما يعود سبب ذلك إلى الحرب في سوريا، حيث تسببت إنجازات حزب الله هناك – والتي تم إحرازها بدعم هائل من روسيا – بالارتفاع الحاد في مستوى اعتداد أمينه العام بنفسه”.
وذكرت الصحيفة أن نصر الله “يشعر بنفسه وكأنه شخص لا يقهر، لكن نسى نتائج الحرب اللبنانية الثانية، ويبدو أن الثمن الذي قد يدفعه لبنان ليس على رأس أولوياته”.
وقالت الصحيفة إن نصر الله كان يتصرف في السنوات الأخيرة كمبعوث إيراني، ولذلك لا يهتم في الواقع بمصالح اللبنانيين، متهمة حزب الله بإعاقة تشكيل حكومة جديدة في بيروت.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله “فشل داخل وخارج لبنان” في السنوات الأخيرة، وتابعت: “إذا حاول مواجهة الجيش الإسرائيلي فإن هزيمته ستصبح أكثر وضوحا”.
وخلصت الصحيفة إلى أن “حزب الله” بشعاراته الموجهة ضد إسرائيل يحاول صرف الأنظار عن نقاط ضعفه، وعن حقيقة أنه “استولى على لبنان وجعل منه رهينة بيد إيران”.