تراجع النفوذ الأمريكي في العالم رغم ادعاءات ترامب بتعزيز الهيمنة
يعتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه يعزز من نفوذ الولايات المتحدة في الخارج ولكن العديد من القادة الأجانب يرون أن النفوذ الأمريكي يتراجع في ظل إدراة ترامب.
وقد تولت الصين حملة مكافحة تغيير المناخ وهي الحملة العالمية التي قادتها الولايات المتحدة سابقا، واستولت روسيا علي محادثات السلام السورية وهو الأمر الذي كان من اختصاص الإدراة الأمريكية، ودعت موسكو منذ وقت قريب انها تدعو للتفاوض كمراقب فقط وليس راعيا لمحادثات السلام،وفرنسا وألمانيا الآن يقودان منظمة حلف الشمال الأطلسي “الناتو” بعد تخلي ترامب عن دعم الناتو، بينما تخلت الولايات المتحدة عن دورها التاريخي لقضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتركت دورها كوسيط وأصبحت معزولة بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” بعد كل هذه الأدوار التي تخلي عنها ترامب مازال يتحدث عن توسيع النفوذ الأمريكي وخلال خطابه حول الأمن القومي في الاسبوع الماضي يؤكد انتشار النفوذ الأمريكي في العام.
ولكن بعد مرور عام على رئاسة ترامب يقول العديد من القادة الدوليين والدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية “أن النفوذ الأمريكي تراجع في عهد ترامب، وأن ترامب تبني مواقف غير بنائه ولا تؤهل الولايات المتحدة للنقاش أو يجعلها ذات صلة بالأمر”.
وأشارت الصحيفة إلي البلادن التي حصل فيها ترامب علي الثناء مثل الهند، فهناك قلق حول ترامب ويتساءلون ما إذا كان ترامب سيكون شريكا موثوقا به ام لا وينظر الكثير له انه عزل الولايات المتحدة.
وقال مانوج جوشي، الباحث في مركز أبحاث نيودلهي “ترامب يمكنه أن يحول الأمور بالداخل، لذلك نجد فرص عمل الولايات المتحدة علي استراتيجية امنية وطنية متماسكة وموثوقة فيها ليست متوفرة بشكل كبير حيث تتراجع الولايات المتحدة وتدخل قوي اخري مثل الصين وروسيا وإيران لملء الفراغ”.
ولفتت الصحيفة إلي وجود فجوة كبيرة بين الرئيس وكثير من كبار مستشاريه الأمنيين القوميين، وأظهر ذلك خلال خطاب ترامب للأمن القومي الذي شرح وثيقة استراتيجية الأمن القومي المكونة من 70 صفحة وضعتها الإدارة، وكان خطاب ترامب متباين عن وثيقة الأمن القومي.
وعلي سبيل المثال، تضمن الخطاب الحديث بشكل ايجابي عن روسيا والصين، ووصفت الوثيقة الاستراتيجية لحكومة الصين وروسيا بإنهم منافسين واتهموا الروس بإعمال تخريبية وطالب التقرير بمواجهة القوي المتنافسة.
ويري بعض الدبلوماسيين أن رفض ترامب انتقاد روسيا بشكل علني جعلها تتمادي في اعمالها العسكرية في أوكرانيا، حيث يقاتل المتمردون المدعومون من روسيا الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب في كييف.
وقال نيكولاس بيرنز، الذى عمل دبلوماسيا امريكيا كبيرا تحت ادارة الجمهوريين والديمقراطيين “ان استراتيجية الادارة كانت مليئة بالتناقضات التى جعلت الولايات المتحدة غير فعالة”.
وأضاف بيرنز أن ترامب يحتاج لوزارة خارجية قوية لتنفيذ استراتيجيته، ولكن الدولة تضعف والدور الدبلوماسي يتراجع وغالبا ما يتم تهميشها.
ويري بيرنز أن سياسة ترامب خلال الـ12 الماضيين خرج خروج جذري عن كل رئيس تولي الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، أصعف ترامب الدور الأمريكي في الناتو والمناخ والتجارة والدبلوماسية، وتراجع دور الولايات المتحدة كزعيم عالمي في العالم.
وأضافت الصحيفة أن أخر مثال على العزلة الأمريكية جاء بقرار ترامب بإعترافه رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالطبع القرار يسعد الكثير من الإسرائيليين، ولكنه يغضب الفلسطينيين ويعكس عقود من الزمن للإجماع الدولي والقرارات الدولية، وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإغلبية ضد قرار ترامب والغائه بشأن القدس.
على مدى ربع القرن الماضي، تعهدت الحكومات الأمريكية المتعاقبة بأن تكون وسيطا نزيها في التوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأصر ترامب على أنه لا يتخلى عن اتفاق سلام، ولكن معظم الأطراف المعنية فسرت إعلانه على أنه انحياز واضح لإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن رضا تاراجي سياسي ايراني محافظ علي علاقة وثيقة بالمرشد الأعلي الإيراني آية الله خامنئي “أن ترامب يقول كثيرا ويطلق تهديدات فارغة، وتتقدم كل من روسيا والصين وإيران ي الشرق الأوسط وأمريكا تفقد دورها ونفوذها في المنطقة”.
وقال نادر كريمى جوني المحلل الايرانى المستقل الذى يكتب للصحف والمجلات الاصلاحية “أن الواقع على الارض فى الشرق الاوسط يظهر فشل الادارة الامريكية فى تشكيل تحالف فعال ضد اعدائها الذين اعلنوا اثبتوا وجودهم، وتحتفل روسيا الآن بنفوذها في سوريا وأمريكا تراقب كمستقبل للأحداث”.