تركيا تحيي الذكرى 104 لمأساة «صاري قاميش»
أحيت العديد من الولايات التركية الذكرى الـ104 لمأساة «صاري قامش» التي ذهب ضحيتها 90 ألف جندي عثماني في الحرب العالمية الأولى على الجبهة الروسية.
حيث حضر مراسم إحياء الذكرى في مدينة «صاري قاميش» بولاية قارص شرقي تركيا، وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ووزير الرياضة والشباب محرم قصاب أوغلو ووزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارناك.
المسير على خطى الجنود الراحلين
وشارك عشرات آلاف الأتراك في «صاري قاميش» بمسيرة كبيرة على الرغم من الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، حاملين أعلاماً ورايات تركية، مكتوب عليها «مسيرات تركيا لأجل الشهداء».
حيث تضمن المسير الطويل لمسافة 4.5 كيلو متر، الدعاء والتكبير وقراءة آيات من القرآن على أرواح الجنود، في محاولة منهم للسير على خطى الجنود العثمانيين الذين قضوا تجمداً في هذه المنطقة.
وخلال المراسم تمت قراءة رسالتين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأخرى لرئيس البرلمان بن علي يلدريم.
كما شهدت العديد من الولايات التركية كقيصري وطرابزون وإسطنبول وأسكيشهير مسيرات رفعت فيها الأعلام التركية.
وتقام في تركيا فعاليات لتخليد ذكرى شهداء معركة صاري قامش، بين 22 ديسمبر/كانون الأول من كل عام و15 يناير/ كانون الثاني من العام التالي.
ما قصة «صاري قامش»؟
خلال الحرب العالمية الأولى، تولى «أنور باشا» قيادة الجيش العثماني في منطقة «صاري قامش»، التابعة حالياً لولاية قارص، حيث قرر شنَّ هجوماً من ثلاثة محاور على الجيش الروسي، الذي احتل أراض عثمانية منذ «حرب 93» التي جرت بين عامي 1877-1878، مثل «باتومي»، و»قارص»، و»صاري قامش»، و»أردهان» بهدف تحريرها.
صدرت أوامر بتجهيز جيش بهدف تحرير الولايات من الاحتلال الروسي، وتمّ ذلك في سلسلة معارك ما بين 22 كانون الأول/ديسمبر 1914 و17 كانون الثاني/يناير 1915، بين الجيش الثالث العثماني بقيادة “أنور باشا» والجيش الروسي.
ورغم كل التحذيرات من القادة العسكريين العثمانيين، الذين أكدوا للقائد أنور باشا، أنهم لن يتمكنوا من تحقيق النصر في ظل ظروف الشتاء القاسية. إﻻ أن أنور أمر ببدء المعركة مكرراً مقولته: «ﻻ يمكن تحقيق النصر، دون ركوب المخاطر».
انطلقت اﻹمدادات والمؤن عبر السفن من إسطنبول إلى الجيش العثماني عبر البحر اﻷسود، وتصدت لها 10 سفن حربية روسية، وأغرقتها جميعها دون أن تتمكن من إفراغ حمولتها.
وانتهت الحملة العسكرية نهاية تراجيدية، توفي فيها عشرات آلاف الجنود العثمانيين من شدة البرد، كما أسر آلاف آخرون ليلقوا حتفهم فيما بعد في منافيهم بسيبيريا وأوكرانيا.