مصر تعزز الاجراءات الأمنية بعد حادث الهرم
أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل أربعين مسلحا خلال مداهمات أمنية في محافظتي الجيزة وشمال سيناء.
وذكر بيان للداخلية أن عناصر الشرطة كثفت من ضرباتها الأمنية وقامت بمداهمة ما وصفته بـ “أوكار عناصر إرهابية”، كانت تجهز لتنفيذ سلسلة من العمليات تستهدف مؤسسات الدولة.
يأتي ذلك يوم بعد مقتل ثلاثة سائحين فيتناميين ومرشد سياحي مصري وجرح 12 شخصا آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة قرب الإهرامات في محافظة الجيزة.
وأوضح البيان أنه “تم تصفية 14 مسلحا بمحافظة الجيزة، و16 آخرين قرب طريق الواحات، و10 بمدينة العريش في شمال سيناء”.
وكانت العبوة الناسفة التي كانت مخبأة بجانب سور انفجرت لحظة مرور الحافلة التي كانت تقل 14 سائحا فيتناميا.
وكثفت قوات الأمن المصرية من وجودها وخاصة في محيط المنشآت الحيوية والمواقع السياحية ودور العبادة، في أعقاب التفجير.
وقال مصدر أمني مسؤول إن وزارة الداخلية أعلنت رفع حالة الاستنفار الأمني بكافة مديريات الأمن على مستوى البلاد، إلى الحالة “ج”، وتفعيل الخطة الأمنية لتأمين احتفالات عيد الميلاد.
وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن الحافلة خرجت عن المسار السياحي المؤمن الذي تسير فيه الحافلات التي تقل سائحين.
وكل الجرحى من السياح الفيتناميين عدا سائق الحافلة الذي هو مصري.
ولم تعلن حتى الآن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم على السائحين. بيد أن مسلحين إسلاميين متطرفين سبق أن شنوا هجمات استهدفت السياح في مصر.
ووقع الحادث على الرغم من الأجواء الأمنية المشددة في مصر بالتزامن مع ذروة موسم السياحة فيها، واستعدادات أقباط مصر المسيحيين للاحتفال بأعياد الميلاد في السابع من شهر يناير/كانون الأول وفق تقويم الكنيسة الأرثوذكسية.
ما الذي نعرفه حتى الآن عن هجوم الجمعة؟
انفجرت العبوة الناسفة في الساعة 6:15 تقريبا مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (4.15 مساء بتوقيت غرينيتش) في شارع المريوطية في حي الهرم بالجيزة التي تقع ضمن القاهرة الكبرى، بحسب وزارة الداخلية المصرية.
وهرعت قوات الأمن إلى موقع الحادث، وتحقق الشرطة حاليا في ملابسات الانفجار.
وقد نقل الجرحى إلى مستشفى الهرم القريب، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
ونقل عن رئيس الوزراء المصري قوله “اتصلنا بالسفارة الفيتنامية لاحتواء صدمة الحادث، والمهم الآن، هو أمر العناية بالجرحى”.
كيف ازدهرت السياحة في مصر في السنوات الأخيرة؟
تمثل السياحة إحدى الدعائم الأساسية للاقتصاد المصري. وقد وصلت ذروتها في عام 2010، عندما دخل البلاد 14 مليون زائر، بيد أنها انخفضت في أعقاب الاضطرابات التي وقعت في العام اللاحق مع اندلاع أحداث احتجاجات الربيع العربي.
وكانت أسوا ضربة تعرضت لها السياحة في مصر في عام 2015 إثر قيام مسلحين بتفجير طائرة نقل ركاب روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا.
وفي العام التالي انخفض عدد السياح إلى 5.3 مليون شخص، بحسب البنك الدولي.
بيد أن قطاع السياحة عاد إلى الانتعاش بعد ذلك ليصل عدد الأشخاص الذين زاروا مصر في عام 2017 الى 8.3 مليون شخص، بحسب تقرير لصحيفة الفايننشال تايمز.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ مسؤولين فيتناميين زاروا مصر في مايو الماضي بأنه حريص جدا على إحياء السياحة الفيتنامية إلى مصر، طبقا لموقع “إيجبت تودي”.
وقد زار الرئيس الفيتنامي، تران داي كوانغ، مصر في أواخر أغسطس الماضي، ردا للزيارة التي قام بها السيسي لفيتنام في سبتمبر 2017.