إسرائيل صاحبة أكبر برنامج نووي سري في العالم
كشف وزير الخارجية السابق، الجنرال الأمريكي المتقاعد كولن باور في رسالة الكترونية مسربة في سبتمبر عام 2016، إن إسرائيل لديها ترسانة نووية مكونة من 200 سلاح نووي، وفقاً لمجلة “ذا ناشيونال انتريست” الأمريكية.
وتري المجلة ان ما أعلنه باول امر مبالغ فيه، وليس هناك اي مجال للشك في امتلاك إسرائيل مخزون نووي، ولكنه صغير وفوي وتنشره بين قواتها المسلحة لردع أي دولة معادية تحاول تدمير الدولة اليهودية.
وأشارت المجلة إلي انضمام إسرائيل إلي النادي النووي في الخمسينات في عهد ديفيد بن غوريون الذي كان مهوس بتطوير القنابل كتأمين ضد اعداء إسرائيل، واشترت إسرائيل الأسلحة التقليدية من السوق السوداء لتسليح قوات الدفاع الإسرائيلية الجديدة، وآمنت شعبها بالأسلحة النووية لكي يكون قادر علي السيطرة علي مصيره.
أصدر بن غوريون تعليمات لمستشاره العلمي ، إرنست دافيد بيرجمان ، بتوجيه الجهود النووية السرية لإسرائيل ، وترأس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية شمعون بيرس ، الذي عمل لاحقاً كرئيس ورئيس وزراء إسرائيلي ، وأقام اتصالات مع فرنسا التي كانت متعاطفة معها ووافقت علي توريد مفاعل نووي كبير للمياه الثقيلة ومحطة إعادة معالجة البلوتونيوم تحت الأرض ، وحولت المفاعل المستنفد الوقود في المكون الرئيسي للأسلحة النووية، وبني المفاعل في ديمونة في صحراء النقب.
وبحلول أواخر الستينيات ، قامت الولايات المتحدة بتقييم الأسلحة النووية الإسرائيلية بأنها محتملة، ولم تفلح الجهود الأمريكية لإبطاء البرنامج النووي، وحثت إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
و في سبتمبر 1969 ، توصل نيكسون ورئيس الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير إلى اتفاق سري بأن الولايات المتحدة، بإنها ستتوقف عن مطلبها بالقيام بعمليات التفتيش والزام إسرائيل بجهود منع انتشار الأسلحة النووية ، وفي المقابل لن تعلن إسرائيل أو تختبر أسلحتها النووية.
وفي أول أزمة نووية لم تنتظر إسرائيل، ومع تحقيق الجيوش العربية مفاجأة استراتيجية وتحقيق الانتصار في حرب يوم الغفران عام 1973 ، نشرت إسرائيل القوات البرية الإسرائيلية في صحراء سيناء ومرتفعات الجولان، ووضعت الأسلحة النووية الإسرائيلية في حالة تأهب وحملت السلاح النووي على صواريخ أرض-أرض من طراز أريحا وأف-4 فانتوم، وتمكنت العدّادات الإسرائيلية العنيفة من تحويل الوضع على كلا الجبهتين ، ولم يتم استخدام الأسلحة في نهاية المطاف.
واوضحت المجلة أنه لا يعرف الكثير عن الأسلحة الإسرائيلية ولا انتاجها ولاحجم مخزونها، ولكنها لديها أسلحة نووية تكتيكية أصغر لتدمير الدبابات العربية والقواعد العسكرية والمطارات العسكرية، ومع المدي القصيرنسبياً بين إسرائيل وجيرانها يمكن لصاروخ أريحا ، الذي يبلغ طوله ثلاثمائة ميل فقط ، أن يضرب القاهرة ودمشق من صحراء النقب
وأضافت المجلة أن إسرائيل لا تؤكد ولا تنكر امتلاك أسلحة نووية، ويقييم الخبراء بشكل عام امتلاك إسرائيل حاليًا ثمانين سلاحًا نوويًا تقريبًا ، أقل من دول مثل فرنسا والصين والمملكة المتحدة ، وتنتشر هذه الأسلحة بين القوات الإسرائيلية من “ثالوث” نووي للقوات البرية والجوية والبحرية .
ولفتت المجلة إلي أن أول أسلحة نووية إسرائيلية أرضية كانت تعتمد على صواريخ أريحا الأولى التي طورت بالتعاون مع فرنسا، وحل محلها صواريخ باليستية من طراز أريحا الثانية ، وثلاثة صواريخ باليستية، تبلغ مساحة أريحا الثانية 932 ميلاً ، في حين أن أريحا الثالثة المصممة للوصول إلي إيران وغيرها من الدول البعيدة ، يبلغ نطاقها ما لا يقل عن 3.106 ميل، العدد الإجمالي للصواريخ الباليستية الإسرائيلية غير معروف ، لكن يقدر الخبراء أن عددهم لا يقل عن 24، ما يجعل إسرائيل صاحبة أكبر برنامج نووي سري في العالم وليست كوريا الشمالية.